علاج التهاب الحلق عند الأطفال وأهم النصائح للوقاية منه
علاج التهاب الحلق عند الأطفال وأهم النصائح للوقاية منه, التهاب الحلق يُعَدُّ من المشكلات الشائعة للأطفال خلال فترة الطفولة، حيث قد يكون هذا التهابًا مستقلًا أو عرضًا لأمراض متعددة. تتفاوت أسباب هذا الالتهاب من طفل إلى طفل، ومن هنا يصبح من الضروري فهم أسباب تورُّم الحلق لديهم. هذا التعرف على الأسباب يُمكِّننا من اتخاذ الإجراءات الوقائية لتجنُّب آلام الحلق ومعالجة الأسباب التي قد تكون وراء هذه المشكلة.
كيف يحدث التهاب الحلق عند الأطفال؟
المحتوى
يُشير التهاب الحلق إلى التهاب الجدار الخلفي للبلعوم نتيجة لعدة أسباب، حيث يتجلى الرد المناعي على هذا التهاب بظهور الشعور بعدم الراحة والألم عند البلع، وهو شائع بين الأطفال ويمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية، مما يجعله يشكل خطرًا خاصًا على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر.
تظهر الأعراض المرافقة لالتهاب الحلق عند الأطفال في شكل حرارة وسعال وسيلان الأنف بالإضافة إلى الألم وصعوبة البلع. يمكن أن يكون التهاب الحلق عرضًا للإصابة بالإنفلونزا أو البرد، أو قد يكون مرتبطًا بالتهاب اللوز لدى الأطفال. يُعتبر هذا التهابًا من الأمراض التي يُمكن تفاديها أو حتى علاجها بسهولة دون الحاجة لاستشارة الطبيب إلا في حالات التفاقم الشديد للأعراض، حيث يُصبح الطفل غير قادر على التنفس أو البلع، أو عندما لا تحقق التدابير العلاجية المنزلية نتائج إيجابية.
أسباب التهاب الحلق عند الأطفال
1. الحساسية:
يمكن للحساسية تجاه وبر الحيوانات أو غبار الطعام وغيرها أن تسبب التهابًا وتهيجًا في الحلق، مع زيادة في إفراز الدمع والمخاط، مما يؤدي إلى التنقيط الأنفي الخلفي.
2. عدوى فيروسية:
يُسبب التهاب الحلق غالبًا بسبب العدوى الفيروسية، حيث تختلف الأعراض ومدة الشفاء باختلاف نوع الفيروس. غالبًا ما لا تتجاوز مدة الشفاء 10 أيام، وفي هذه الحالة، قد لا تكون الصادات الحيوية فعالة.
3. عدوى جرثومية:
يمكن للجراثيم، خاصة جرثومة المكورات العقدية، أن تتسبب في التهاب الحلق، وتشكل هذه الحالة خطرًا خاصًا على الأطفال، حيث تنتقل الجراثيم بسهولة عبر الهواء.
4. أذية البلعوم:
أي أذية أو ضربة في العنق يمكن أن تؤدي إلى التهاب في الحلق، ويمكن للاستخدام الزائد للصراخ أو الكلام لفترات طويلة أن يؤذي مخاطية البلعوم ويسبب التهابها.
5. القلس المعدي المريئي:
حالة هضمية تحدث نتيجة لخلل في المعصرات بين المعدة والمريء، مما يؤدي إلى ارتجاع الحمض المعدي وتهيج البلعوم والتهابه نتيجة لارتفاع حموضة المحتوى المريئي.
تشخيص التهاب الحلق عند الأطفال
هناك عدة وسائل لتشخيص التهاب الحلق نظرًا لتنوع أسباب هذا المرض. يمكن للطبيب أن يجري فحصًا سريريًا للطفل أو يعتمد على نتائج التحاليل المخبرية، ومن هذه الطرق:
1. فحص الحساسية:
يشمل فحص الدم للبحث عن أضداد مناعية تدل على التحسس لمادة معينة، ويمكن أيضًا إجراء اختبار على الجلد لتحديد التحسس الموضعي.
2. التصوير بالأجهزة الطبية:
يمكن استخدام الطبقي المحوري أو المرنان المغناطيسي للبحث عن سبب التهاب الحلق، وقد يتم تنظيم صورة بالأشعة السينية للمريء بعد تناول مادة الباريوم.
3. الفحص السريري للطفل:
يتضمن فحصًا دقيقًا للطفل للبحث عن علامات المرض، مثل تضخم العنق أو التهاب اللوزتين الجرثومي.
4. الفحص الجرثومي لمسحة الحلق:
يُجرى أخذ مسحة من سقف البلعوم لجمع الجراثيم المسببة للتهاب وتحديد العلاج المناسب.
5. اختبار المستضد السريع:
اختبار تشخيصي يُجرى في العيادة للكشف عن وجود مستضدات للفيروسات أو الجراثيم، ويعطي نتيجة في مدة قصيرة.
تختلف هذه الطرق في حساسيتها وتأثيرها، وتستند اختيار الطريقة المناسبة إلى الحالة الصحية للطفل وتطور الأعراض.
شاهد أيضا: نصائح صحية رائعة لحياة أطول
نصائح لعلاج التهاب الحلق عند الأطفال
طريقة علاج التهاب الحلق تعتمد بشكل رئيسي على العامل المسبب للمرض. في حالة التهاب الحلق الفيروسي الذي يصيب الأطفال، يتم التعامل مع الأعراض من خلال زيادة تناول السوائل واستخدام مسكنات الألم مثل البروفين.
كما يمكن تناول أقراص لمعالجة السعال معتمدة على مادة محلاة تساعد على تليين الأنسجة المخاطية.
في حالة العدوى الجرثومية، بعد التأكد من السبب من خلال التحاليل المخبرية، يتم وصف المضادات الحيوية للقضاء على الجرثومة بشكل فعّال.
يُشدد على أهمية اتباع تعليمات الطبيب واستكمال الجرعة حتى لو شعر الطفل بتحسن الأعراض.
في حالة الحساسية، يتم تجنب الطفل للعوامل المسببة للحساسية، ويُمكن وصف مضادات الحساسية للتحكم في الأعراض ومنع احتقان الأنف.
أما عندما يكون التهاب الحلق ناتجًا عن القلس المعدي، يعالج بتناول مضادات الحموضة لتقليل إفراز الحمض المعدي، ويتضمن العلاج تغيير نمط الحياة للتقليل من ارتداد الحمض.
توضع هذه الخطوات العلاجية استنادًا إلى تشخيص دقيق للسبب الكامن وتكون بالتنسيق مع توجيهات الطبيب.
نصائح للوقاية من التهاب الحلق
الوقاية من التهاب الحلق يمكن تحقيقها بخطوات بسيطة ينبغي على الطفل ومحيطه الالتزام بها، خاصة في الفصول المعرضة لارتفاع حالات التهاب الحلق مثل فصل الشتاء وأوقات البرد:
1. غسل اليدين باستمرار:
يُعد غسل اليدين بالماء والصابون لمدة تتراوح بين 10 و 15 ثانية أمرًا حيويًا في فترات الزكام والإنفلونزا، حيث يُقلل من احتمال وصول الجراثيم والفيروسات إلى الأنف والعين ودخولها للجسم.
2. تقوية الجهاز المناعي:
يساعد جهاز المناعة القوي في تقليل فرص الإصابة بالتهاب الحلق ويسهم في تسريع عملية الشفاء في حال الإصابة، ويتحقق ذلك من خلال توفير راحة للجسم وتناول طعام صحي وحمية متوازنة.
3. تجنب المواد الكيميائية المهيجة:
ينبغي تجنب المواد الكيميائية المهيجة مثل الروائح النافذة والتدخين السلبي والمواد الكيميائية الأخرى التي قد تؤدي إلى تهيج مخاطية البلعوم.
4. تجنب أماكن الازدحام وعدم مشاركة الأغراض:
يجب تجنب الأماكن المزدحمة، خاصة في مواسم البرد والإنفلونزا، وتجنب مشاركة الأطفال للأغراض الشخصية مثل المناديل والمناشف والأواني.
5. زيارة الطبيب بشكل دوري ومراقبة الطفل:
يعد زيارة الطبيب بانتظام ومراقبة الأعراض المبكرة أمورًا هامة للوقاية من تطور الأمراض وللحفاظ على سلامة الطفل من ارتفاع درجة الحرارة والألم.