رواية.. فتاة يائسه

ربما يكون هذا الخبر مفرحا ..ويجعله يتعلق بي ويغير من معاملته معي… وربما يزعجه لانه سيعتبره رابطا جديدا بيني وبينه ..هذا ما قالته سوسن لصديقتها..

قالت صديقتها: ولكن اتعتقدين ان وجود الطفل قد يربطكما ..لا اظن هذا ..فالرجل عندما ينفر من زوجته سيبحث عن اسباب قد يعجز الجن عن فعلها.. وفي غالب الاوقات المرأة هي التي ترضى بالحياة التعيسة من اجل اولادها ..اما الرجل فطبعه اناني ..

فنظرت سوسن الى الأرض يائسة ثم قالت: لا اعلم ماذا اقول لك ..ولكنه تغير كثيرا في الآونة الأخيرة لدرجة انه يتجنب النظر الي ..اشعر اني نكرة امامه ..وها انا في الشهر الثالث ولم اجرؤ على اخباره ..ولكن ستظهر آثار الحمل علي ..يجب ان اخبره اليوم مهما كلف الثمن ..

قالت صديقتها: نعم ..فمن حقه ان يعرف ..ولكن حذار ان تكوني مستسلمة لقراراته الظالمة ان فعل ..فوجود هذا الطفل اما سيحل المشكلة بينكما ..او سيعقدها لدرجة الطلاق ..

فردت سوسن. يدها الى فمها وقالت: يا ويلي طلاقققق ..هذا لم. افكر به مطلقا ..فبعد وفاة والدي اخي هو الذي يتحمل مسؤولية المصروف ..واشعر انه يعجز احيانا لوجود امي .فكيف ان تطلقت ..ماذا سافعل ..اوووه ساحاول قصارى جهدي الا يفعل ..

قالت صديقتها: صحيح لقد لاحظت ان زوجة اخيك تتذمر من مساعدته لوالدتك ..ولكن عليك ان تضعي في بالك كل الإحتمالات ..السيئة ..والجيدة ..

قالت سوسن :لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..اقسم اني لم افعل له اي شيئ يزعجه ..ولكنه تغير معي فجأة ..اشعر بوجود امرأة اخرى في حياته ..ولكن الغريب في الأمر انه لم يلمح الى الطلاق ..ولم يحاول اصلاح الأمر بيننا ..ليتني استطيع الدخول الى عقله لاعرف بماذا يفكر ..

قالت صديقتها بارتباك : وهل حاولت ان تفهمي منه لماذا هذا التغير المفاجئ ??

فلوت شفتيها وقالت بانكسار :بلى ..بالطبع حاولت ذلك ..ولكنه لا يترك لي الفرصة ابدا لاحدثه باي شيئ .فهو يخرج من المنزل باكرا ..ولا يعود اليه الا في وقت متاخر ..وان حاولت ان احدثه ..يقول لي :انا اشعر بالتعب واريد ان انام ..فاستسلم لحزني ..واقفل فمي خشية حدوث شجار بيننا ..

قالت صديقتها وقد لمع بريق غامض في عينيها :حدثيه اليوم ..ولو انتظرته الى الصباح ..ولكن لماذا اخفيت عني امر حملك مع اني صديقتك المقربة ..

قالت لها: لم. اشأ ان اخبر احدا …ولكن المشكلة تفاقمت الآن ولا بد من حل ..حتى امي لا تعرف شيئا عن حياتي ..لاني لا اريد ان ازيد من همومها هما آخر ..

قالت صديقتها: معك حق ..والآن علي ان استأذنك ..وجهزي نفسك للقاء زوجك ..

فابتسمت بحزن وقالت: حسنا ..

قالت صديقتها: ولكن اخبريني بالنتيجة ولو كانت بعد منتصف الليل ..

قالت سوسن: اشكر لك تعاطفك معي ..لا تقلقي ساحدثك مباشرة ..

وبعد ان رحلت صديقة سوسن ..بدأت الأخيرة تفكر في الطريقة الأنسب لتخبر زوجها بما تخفي في أحشائها ..فجهزت المنزل ..وانهت اعمالها المنزلية ..وطهت طعاما يحبه زوجها ..ثم فتحت خزانتها ..وبدأت تتصفح صور الزفاف ..فكم كانت فرحة في ذلك اليوم ..وكانت احلامها لا تزال وردية ..والآن اصبح واقعها علقما ..فمن اسوأ الأمور على المحب ان يتجاهله حبيبه وخاصة ان كان السبب مجهولا ..وهي نفسها لم تعلم هل سبب حزنها الشديد هو بسبب معاملته الغير معاملة ..ام. بسبب حملها وجنيها على طفل لا ذنب له ..ام الاجواء الغير مشجعة التي تسيطر على منزل اهلها في حال تم الطلاق ..

وبينما كانت شاردة في همومها ولا تسليها الا دموعها ..سمعت صوت سيارة زوجها فاستغربت وقالت لنفسها: لماذا عاد باكرا ربما اشتاق الي ..او ربما هيأ الله لي السبب لاتشجع واخبره بما يجول في خاطري ..

فذهبت واستقبلته بحفاوة ..ولكنه استمر في تجاهلها ..وقال لها: انا اشعر بالنعاس واريد ان انام ..

قالت له سوسن :ولكني اريد التحدث اليك بموضوع هام ..

فقال لها متجاهلا النظر اليها :لا يوجد اي مواضيع هامة بيننا ..

وحاول ان يكمل طريقه ..فقالت له بغضب وشوق :بلى يوجد ..

فنظر اليها بقسوة ..ثم قال: اسمعي يا سوسن لقد تزوجتك منذ سنة ..ولم اقم بضربك مطلقا اليس كذلك

قالت له :نعم ..

قال له: لا انصحك ان. تجربي ضرباتي ..فلا تفقديني اعصابي حتى لا ابدا بتحطيم المنزل ومن فيه ..

قالت باستسلام :

انا حامل يا قاسم !!!

يتبع..