قصة قصيرة.. اللذة القاتلة (الجزء الثاني)
بدء كل شيء حين استيقظت مبكرا ذلك اليوم ،انها ليست من عاداتي ، ماكان لطفل في عمر السابعة ان يستيقظ بكل تلك المخاوف , لكن جزء مني كان يعلم ان هذا اليوم سيأتي لا محالة ، حملت اقدامي الصغيرة خوفا من إصدار صوت وتسمعني … لقد كنتُ مرتعبة وكأني توقعت ماسبب ذلك الصوت الصادر من غرفتكما … القيت انظاري نحو باب الغرفة …و كانت هناك قطرات متناثرة حوله … لم اكن حتى اعرف ماهي هذه القطرات.. لكني كنت متؤكدة انها لا تشبه قطرات الماء التي تتناثر من السقف كلما هطلت الامطار .. كانت مختلفة … كان لونها احمرا.. لم اجرؤ ان امد رأسي لارى ما والذي مايحدث ولو لوهلة … اقدامي كانت ترتجف… اسناني كانت تحتك ببعضهما… يداي كانتا غير قادرتين على الحراك ..
انا حقا لا اعلم كيف تشجعت ونظرت الى مايحدث وراء ذلك الباب …
كانت ضحكات ابي الهستيرية تزيدني رعبا … كنت اسمع مناجاة امي الخافتتة وهي تحارب من اجل حياتها وحتى في لحظاتها الاخيرة لم تتوقف عن ذكر اسمي ولو لوهلة .. وكنت انت ياابي تحمل نفس السكين الذي كانت امي تطبخ لك به .. نفس السكين الذي كانت تحمله لتقطع لك قطع التفاح الصغيرة تلك.. وانت تنهال عليها بكل انواع الشتائم والضرب…
ربما انت ياابي وكل من يقرء هذه المذكرة قد يتسائل كيف استطاعت فتاة في السابعة من عمرها ان ترى منظرا كذلك دون إصدار اي صوت … البعض قد يتساؤل كيف امكنني العيش بعد ذلك الحادث المريع دون اظهار شيئ .. كيف امكنني ان اخفي حقيقة اني كنت اعلم كل شيء عن ابي ..
حسنا ..هل جربتم يوما شعور الكراهية ؟
ليس كره القهوة او كره الجو الممطر او كره رئيس عملك …بل الكره الذي يغذيه حب الانتقام ..
ان تقرر في احد لحظات حياتك انك ستكرس كل حياتك لكي تهدم حياة شخص آخر … ولكي يحدث ذلك لطفل صغير .. فهذا يعني انه عاش مايفوق عمره اعواما …نعم كنت في عمر السابعة لكني لم افكر او اعش يوما كطفل في ذلك العمر …
اول شيء فعلتَهُ ياابي بعد جريمتك هو ان توجهت لغرفتي صباحا مع بعض الدميعات في عينيك … الشيء الذي لم تكن تعلمه اني لم اكن في البيت … لقد هرعتُ لطلب النجدة…. النجدة التي لم اجدها … ماكان لاحد في ذلك الحي اللعين ان يلقي اهتمام لفتاة في عمري عارية القدمين تركض ليلا … لم اجد اي طريقة للوصول إلى المساعدة … انا حتى لم اكن اعلم حتى كيف أصل الي مركز الشرطة.. لقد حاولت .. حاولت ان اساعدكي ياامي لكني فشلت .. فشلت وحملت ذلك الحزن والندم وتأنيب الضمير طوال حياتي…
كانت مصادفة رائعة لك اني لم اكن متواجدة تلك الصبيحة .. زوجتك قتلت.. ابنتك ليست في البيت
اسهل حل كان ان تخبر الجميع ان لصا دخل للمنزل قتل زوجتك و اختطف ابنتك.. اما انت كنت خارج المنزل …
رجعت للمنزل بعد ان تشققت قدماي وجفت عيناي .. كان جسدي الهزيل يمشي دون روح ..وصلت للبيت وكان يعج بالشرطة … ذاك الشرطي كان يعلم ماحدث وكان يطمئنك أنه لن يحدث لك شيء .. ثم تعالت ضحكاتكما واشعلتما سيجارة وانكما تحتفلان بموت امي العزيزة… لم تكن حتى تبحث عني .. لم تكن خائفا حتى اني رأيت كل شيء .. لقد استخففت بي بشكل كان مؤلما…
هنا قررتُ وأخيرا اني سآخذ ثأري منكم جميعا من جميع من رآني تلك اليلة ولم يساعدني من ذلك الشرطي ومنك انت ابي .. وقررت ايضا اني لن اثق بالشرطة خاصة ان ابي نفسه كان شرطيا سابقا !!
يتبع…