قصة قصيرة.. اللذة القاتلة (الجزء الثالث)
دخلت للمنزل وكان كل من رآني البارحة اطلب النجدة يسألني أين كنت وهل حقا اخْتُطِفت … حقا ماخبطهم هل اصبح الجميع ممثلين بارعين لهذه الدرجة ؟
وكما توقعت لم يتحدث احد عن حالي تلك الليلة .. ابي الشرطي السابق المثالي اتقن دور الضحية بشكل تدمعُ له الاعين…
ولم تسألني ياابي أين كنت تلك اليلة … ولم اخبرك أبدا …
لقد احسست بوحدة فظيعة.. كنت اعيش الجحيم كل يوم …. افتقد امي بشدة.. بشكل موجع… لم يكن الم قلبي يخف ولو لوهلة .. كان شعورا خانقا .. شعورا مبكيا…. وكان المي يزيد كلما رأيت ابي يعيش بسعادة .. الحفلات والتجمعات يوميا.. كأنك تحتفل بموت امي !! هل كنت حقا تحتفل بموت امي ؟
عاملتني كأقل من خادمة.. انت لم تعاملني كأني بشر أصلا … تعنفني … تضربني … تهينني ..تحتقرني .. كنت َدوما ما تجعلني اضحوكة بين اصدقائك … لقد كرهتك … مقتك حقا ..
وقد تتسائل الآن ان لم اخف ان تفعل بي ما فعلته بأمي …
لقد خفت.. ارتعبت ..حرصت دوما على ان اخفي سكاكين المنزل في مكان لا تستطيع الوصول اليه … كل ليلة كنت احرص على ان باب غرفتي محكم الاغلاق… استيقظ مرعوبة من اي صوت تصدره النافذة او واي صوت خارج المنزل … كنت اتتبع خطواتك داخل المنزل … كلما اقتربت من بابي كان قلبي ينبض بشكل مخيف … لم احظى بنوم هنيئ طيلة حياتي … كانت الكوابيس تطاردني ليلا وانت صباحا ابي!!!
مرت 7 ايام على وفاة امي العزيزة .. ومن عاداتنا أنه يعاد تشييع للجنازة في اليوم السابع.. و كان يجب ان نقيم وليمة لنفس هؤلاء الذين رفضوا ان يمدو لي يد المساعدة … كنت اتمنى لو اني أملك سُما اضعه في طعام الجميع ليموت كل من كان سببا في المي هذا …
نعم اعتبرت الجميع اعدائي… الجار أحمد … عائلة علي … الجارة سلوى.. كل من كان في ذللك الحي وسمع مناجاتي ولم يحرك ساكنا ..
حين افكر في الامر الآن وانا في عمر الرابعة والعشرين … انها حقا ليست بمشاعر يمكن أن يحسها طفل في ذلك العمر … لم يكن الامر طبيعيا ..في الوقت الذي كنت تظن انك تتحكم بي كالدمية انت كنت تصنع وحشا بيدك ….
ربما لو ساعدني احد تلك اليلة كنا لحقنا بأمي .. ربما كانت قد نجت ولو بأضارار .. ربما لم اكن لابقى في هذه الوحدة المقيتة… ولكني أُؤمن أنه القدر ، هذا ما كُتب لامي المسكينة….
كنتُ دائما اتسائل واتعجب من جميع أفراد عائلتنا وجيراننا … لماذا لم يسأل احد عن الندوب في جسدي … لماذا!! لماذا لم يهرع احد منكم لمساعدة طفلة صغيرة تركض ليلا مرتعبة تصرخ … لماذا ؟؟؟ كانت التساؤلات تملء فكري كل لحظة …
حل اليلة وحان وقت العشاء .. كان الوضع غريبا .. الجميع يبدو بأفضل حال ! الجميع بخير ؟! بعد بضع دميعات ذرفتموها يوم الجنارة… كانت السعادة تغمركم يوم الوليمة… كنت اكرهكم اكثر فأكثر …
عاملتموني كخادمة واقل … كفتاة مغفلة … فتاة مسكينة …
والآن وهذه المذكرة في ايديكم ماهو شعوركم ؟! ربما نسيتم أصلا عن وجودي …نسيتم كل ماإقترفتموه … حسنا سأذكركم… لعبتي بدءت الحين .. والجميع محاصر ،ظلي سيتبعكم للنهاية.. انها فقط مجرد البداية …..
يتبع …