قصة قصيرة.. حب الاعين (الجزء السادس)
تلك العيون التـي تـراقبـني أشـعر بـها عنـدمـا تقـيـدنـي وعنـدمـا تبـعـثرنـي كـلـماتي ، عنـدمـا تـشتـت أفـكاري…
إنه أخر يوم دراسي في الجامعة يوم رمضاني ،طقس مشمس للغاية جو جميل بمعنى الكلمة .
كانت إسراء برفقة زميلاتها متجهات لحضور الحصة بينما يتمشين كان أنس برفقة الدكتورة ميرال أستاذة القواعد شخصية لا تمد لأي صلة للتعليم كانت شابة لكن من فرط السمنة كانت تبدو جد كبيرة في السن .شعرت إسراء بنوع من الغيرة بينما الجميع يدخلون القاعة صاحت إسراء دون إنتباه منها تلقي التحية على أنس بنبرة تشوبها الغيرة
لا تعبث بهدوء النساء ؛فالغيرة قادرة على تحويل ( الأنثى ) لقنبلة .. !!
شعر أنس بذلك وأخفى ضحكته تحت القناع الطبي.
دخلت إسراء القاعة ولازمت التحديق به كنوع من التهديد البصري ..رن هاتف إسراء فخرجت للحديث حينها كان أنس ي نتظر دوره في التدريس في القاعة المجاورة .بمجرد أن ردت إسراء على الهاتف غادر ليمنحها الخصوصية و الراحة كانت إسراء منتبهة وأعجبت بتصرفه .
بدات الحصة والتي كانت تقدر بساعتين ،وكانت اسوء حصة مليئة بالملل بمجرد دق الساعة الثانية لمحت صديقة إسراء نيهال أن الاستاذ يمر على القاعة وكأنه يتفقد شيئا ما فاخبرت إسراء وبالفعل كانت إسراء على دراية فهو اعتاد بمجرد أن يمر على القاعة يجدها جالسة في المقعد الاول و لأنها غيرت مكانها انتابه شعور أنها لن تحضر حصته …
بمجرد أن حان وقت حصته أتى مسرعا خطف بعينيه السودويتين صورتها كنوع من الراحة لاربما .
في العادة لا يعطيها ورقة الحضور حينما تكون هي جالسة في الصف الثاني المقعد الاول ولكن حينما جلست إحداهن هناك أعطاها الورقة ثم نظر إلى إسراء …
مالذي يعنيه هذا ياترى ؟؟! .
على غير عادته غير مكان جلوسه هو الاخر بحيث وجه قامته نحو المكان الذي تجلس به إسراء موجهة نظره إليها بكل ارتياحية على غير عادته ففي العادة تجلس إسراء الاولى واذاما نظر إليها مباشرة سينتبه عليه الجميع لكن بتغير مكانها يشعر بنوع من الراحة في النظر إليها الا ان إسراء كانت تستعمل الحيلة فتحرمه النظر إليها عن طريق تظاهرها بالكتابة فيقول بصوت عال لا داعي للكتابة تابعوا معي كل شيئ مكتوب في الورقة ..
إن العيون التي في طرفها حور…قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذَا اللب حتى لا حراك به…و هن أضعف خلق الله أركانا
كان يبدو أغلب الوقت متوترا كأنه يخاف أن يراه أحدهم هائما في عينيها …
انتهت الحصة توجه إلى إسراء وبيده التطبيق وضعه على الطاولة ووجه ناظرايه الى النافذة كان متوترا للغاية يتحدث بصوت خافت على غير عاداته لم يستطع حتى النظر إليها وبمجرد ان عاد الى مكتبه نظر إليها وكأنه ينتظر منها ان تقرأ شيئا ما …
يتبع..