قصص و روايات

رواية.. فتاة يائسه (الجزء الثاني)

فنظر اليها بتجاهل وكأنه يعرف الخبر وهذا ما زاد من غضبه ..فقال لها ملوحا يده في الهواء: لا تظني انك بحملك هذا سوف تجذبيني اليك ..انت بالنسبة الي لا شيئ ..مجرد تحفة احضرتها الى هذا المنزل وقد اصبحت موضتها قديمة جدا ..ووجب تغييرها ..

فقاومت دموعها وقالت له: الا يحق لي ان اعرف السبب ..وما هو الذنب الذي ارتكبته ..?

قال لها :لم تركتبي اي شيئ ..لقد تغيرت احاسيسي تجاهك واكتشفت اني لا احبك ..

قالت له: الا تذكر كم كنت تحبني في ايام الخطوبة وتعدني بايام جميلة بعد الزواج ..لقد تحولت جنة احلامي معك الى واقع جحيمي ..لا سامحك الله ..

قال لها :اريد ان افهم ..الا تصلك كل متطلباتك الى المنزل

قالت له :بلى ولكن ينقصني ان اشعر انني صاحبة هذا المنزل ..

قال لها :ولكن بعد ستة اشهر ستخرجين منه ..

قالت له: ماذا تقصد

قال لها: عندما تلدين الطفل سآخذه منك ..وبعدها نتطلق لاني حقا اشعر بالغثيان كلما انظر اليك ..

قالت له: وما ادراك انني حامل

قال لها: لقد علمت وكفى ..ما دخلك انت ..

فرجعت بذاكرتها الى الوراء ..وعرفت ان صديقتها هي التي اخبرته بذلك .لانها لم تخبر احدا بهذا غيرها ..

قالت له متسائلة :هل رايت هلا اليوم

قال لها :لا حول ولا قوة الا بالله ..اتعلمين حتى صوتك لا اطيق سماعه ..

فتركته وذهبت الى غرفتها ..واتصلت مباشرة بصديقتها هلا فاجابت بسرعة وكانها تنتظر اتصالا منها ..قالت لها :اريد ان اسالك سؤالا هل انت من اخبر زوجي بامر حملي

قالت هلا بتلكؤ :من انا لا لم اره اليوم ..

قالت سوسن :غريب… ما الذي ادراه اذن

قالت لها: ربما سأل الطبيبة لست ادري.. ما الذي حصل ..وكيف كانت ردة فعله ..?

قالت سوسن :لقد ازداد الوضع سوءا.. اقسم لو اني اؤمن بالسحر لكنت قلت لنفسي انه مسحور ..

قالت هلا :هدئي من روعك ..لو كنت مكانك لطلبت الطلاق فورا ..فلا يمكنني ان اعيش مع رجل لا يريدني..

قالت سوسن :والطفل الذي احمله في احشائي ماذا اصنع به

قالت هلا :الولد ليس هو الرابط الاساسي بين الازواج.. فالحب واللهفة اقوى من اي شيئ..

فاقفلت سوسن هاتفها وبدات تفكر بكلام صديقتها ولكنها لم تقتنع به ..فطلاقها يعني تدمير حياتها ..ومن الصعب ان تعيش بعيدة عن ولدها ..

ومرت الأشهر الستة ..وعاشت خلالها سوسن في رعب شديد ..وهي لم تدر هل تحزن لتهديد زوجها ..ام تفرح لانها رات مولودها الجديد ..الذي احتضنته بين ذراعيها ونظرت اليه بأسى..

في الشهر الأول بعد الولادة ..كانت العلاقة حذرة جدا بين سوسن وزوجها الذي كان يأخذ طفله بين ذراعيه ويلاعبه ويناغيه متجاهلا من انجبته ..حتى انه لم يسالها عن حالتها الصحية ..

وذات يوم عاد الى المنزل ..وافرغ ما في جعبته من كلام ..فقال لسوسن :اسمعي يا بنت الناس ..انا لم اعد احبك ..ولا تساليني عن السبب ..لاني نفسي لا اعرف هذا ..وكما اخبرتك سابقا ..انني نويت الطلاق.. ولكني اجلت الموضوع قليلا لاني شعرت ان الطفل بحاجتك ..ولكني لم اعد قادرا على تحمل وجودك في المنزل ..لذا علينا ان نسرع في معاملات الطلاق ..وسنتفق على صيغة معينة بالنسبة للطفل ..

قالت له: ان اردت ان تتزوج فافعل ..لا اطلب منك غير غرفة صغيرة تحويني انا وطفلي ..لا تحرمني من وجوده في حياتي ..ارجوك ..

فنظر اليها باسى متجاهلا توسلاتها ودموعها ثم قال :انا آسف.. هذا كل ما لدي ..سنتطلق اليوم ..ولننهِ هذه الحرب الناعمة بيننا ..

وحاولت اقناعه بشتى الوسائل… لكنه رفض رفضا قاطعا …

وفي تلك الليلة عادت سوسن الى منزل امها.. وهي تحمل محفظتها وكل اغراضها ..وترافقها دموعها ..وبمجرد ان فتحت لها امها الباب ..ارتمت في احضانها وقالت لها: لقد طلقني ولم افعل له شيئا ..اقسم بهذا ..

فقالت لها امها باستغراب وحنان: اذهبي الى غرفتك ..وارتاحي قليلا …سنتحدث لاحقا بهذا الموضوع ..

وبعد عدة ايام من الحيرة والشوق عاشتها سوسن في منزل امها ..قررت ان تتصل بزوجها عله يتراجع عن قراره ..ويعيدها الى المنزل فقط لتربي طفلها ..وقد نصحتها امها الا تفعل ذلك وان تصبر. قليلا عله يشتاق اليها ويعيدها بنفسه ..ولكن سوسن تدرك في قرارة نفسها انه لن يفعل.. ولكن على الأقل فليحاول الا يحرمها من فلذة كبدها خاصة انه لم يدفع لها حقوقها ..فرفعت سماعة الهاتف.. وبدأت تطلب الرقم بيدين مرتجفتين ..ولكن ما جعل قلبها يهتز ويقشعر بدنهاهو ذلك الصوت الذي سمعته عندما اجيب عليها…

يتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى