رواية.. فتاة يائسه (الجزء الثالث)
لقد كانت صديقتها هلا ..يا الهي ما الذي جعلها تجيب على الهاتف ..فقالت لها بعد ان شعرت بيأس شديد: ما الذي تفعلينه في منزلي
فقالت هلا بصوت متحد :منزلك بل اصبح منزلي الآن ..
قالت سوسن :الآن عرفت لماذا تغير معي زوجي .ولماذا لم تسالي عني في الفترة الماضية ..ايتها الخائنة ..
وما ان انهت كلماتها حتى اقفل الهاتف فجأة ..فقالت لها امها: ما بك ..ولماذا تغير لونك ..
قالت سوسن :اولئك الخائنان ..زوجي وصديقتي المقربة ..يا لهول ما عرفت الآن ..
وقد انتابتها حالة عصبية وبدأت تسب وتلعن حظها الذي اوقعها في هذه المعضلة ..فقد يكون احيانا خيانة الصديقات أمرّ بكثير من خيانة الزوج ..فهو لا يعد خائنا بنظر الشرع ان تزوج ..اما هي فقد خانت ثقتها ..واستعملت الاسرار التي كانت تطلعها عليها ضدها لتحصل على زوجها وتمثل دور سوبر وومن التي انقذته من كآبته معها ..
قالت امها :هدئي من روعك يا ابنتي ..فها هو زوجك قد تزوج بامرأة اخرى وعليك ان تكوني واعية حتى لا تنتقم منك بولدك ..
قالت سوسن :امرأة بل تلك شيطانة تبا لها ولغبائي الفادح ..رباااه الآن عرفت من اخبره بامر حملي .ولذلك عاد باكرا في ذلك اليوم ..اشعر اني اكرهه ..لقد تخلى عني هكذا وبدون سبب يخصني فقط ليرضي رجولته ..آه لطفلي كيف سيعيش مرتاحا في ظل تلك العائلة ..لن ادع الأمر هكذا ..وغدا ساذهب لابحث عن محام يساعدني في رؤيته وفي اخذ حقوقي…
وفي اليوم التالي بدأت تبحث سوسن عن محام ماهر ليساعدها ..ولكن مع الأسف فكلهم طلبوا منها مبالغ تفوق قدرتها ..وماذا ان خسرت الدعوى.. فمن اين ستأتي بالمال لتدفع لهم ..فعادت الى منزلها يائسة ..واخبرت امها بما حصل معها ..فقالت امها :انا اعرف محاميا ربما يساعدك بمبلغ زهيد ..
قالت سوسن :من
قالت لها :هو قريب خالتك من زوجها ..ساذهب غدا الى منزله ..واساله ان كان يستطيع مساعدتك…
وبالفعل في اليوم التالي ذهبت سوسن برفقة امها الى منزل المحامي ..وكان لطيفا جدا معهما… وروت سوسن له قصتها.. فتعاطف معها وقال لها :من حقك ان تري ولدك ..ولكنك تنازلت عن حقوقك وهذا شيئ صعب جدا ..كان الأجدر بك اث تطالبي بها قبل الطلاق..
قالت له: لقد تمت الامور بسرعة ..ومضيت على الورقة دون تفكير ظنا مني انه سيرجعني اليه ..واعتبرت هذا نقطة ايجابية لذلك ..
قال المحامي باسما وحزينا في الوقت نفسه: ساساعدك ولن آخذ منك الا مبلغا رمزيا ..
فشكرته على لطفه ..وبالفعل بعد عدة ايام ..وصلت الى طليق سوسن ورقة دعوى من المحكمة تطالبه بالحضور ..وعرف انها من سوسن ..وعرف ايضا اسم المحامي ..فاتصل به وقال له: اخبر سوسن انه لا داعي للمحاكم بيننا ويمكنها رؤية ولدها متى شاءت ..وبالنسبة للحقوق فلن ادفعها لها لقاء رؤيتها لولدها ..
قال المحامي واسمه ماهر :ساحدثها اليوم وارى ان كانت توافق على ذلك ..
وقد تكلم معه بلهجة كلها ثقة ..مما جعلته يخاف من النتيجة ..وبعدها اتصل ماهر بسوسن واخبرها بما حصل ..فشكرته على لطفه ووقوفه الى جانبها ..فقال لها :لا اريد شيئا سوى دعوة منك لي على العشاء في منزلكم ..برفقة امي وخالتك ..
فابتسمت وقالت له: انتم مرحب بكم في اي وقت ..
وفي اليوم التالي قام طليق سوسن بارسال ولدها اليها ..فحملته بين ذراعيها وكانه حلم تحقق ..ولم تعرف كيف ترد الجميل لماهر ..وقررت ان تشتري له هدية عربون شكر وامتنان ..وكان ماهر يتصل بها بين الفينة والأخرى ليطمئن عنها ..وقد تعلق قلبه بها شيئا فشيئا ..ولاحظت هي ذلك وبادلته المشاعر ..وبعد مرور عدة اشهر ..قرر ماهر اخيرا ان يطلع سوسن على مشاعره ..وقد شعر بالارتباك ..فاتصل بها وقال لها :بصرراحة.. اننا معجبب بأخلاقكك واعتبر ان طليقك رجلل غبي لتخليه عن امرأة مثلك ..وكريم لانه تررك لي الفرصة حتى اطلبك لتصبحي ملكة على عرشش منزلي وبيتي فهلا توافقين…
فشعرت سوسن بالخجل ..وقالت له: تعال وحدث امي بالموضوع.. فان وافقت هي ..وافقت انا…
وقبل ان يذهب لمنزلهم.. قرر اخبار امه بامر زواجه وخاصة انها كانت تلح عليه في الفترة الأخيرة ليتزوج ..فقال لها وعيونه تشع بالفرح :امي ..ساحقق طلبك اخيرا ..فانا قررت ان اتزوج ..
ففرحت كثيرا وقالت له: ومن هي صاحبة الحظ السعيد
قال ماهر :حبيبتي سوسن!!!
يتبع..