رواية.. فتاة يائسه (الجزء الرابع)
فتحولت ضحكة امه الى تساؤل مخيف ;من سوسن
قال لها :سوسن التي تعرفينيها ..
قالت ;ولكنها مطلقة ..وانت لا زلت شابا واعزبا ..كيف تريد الزواج بفتاة مثلها ..هل انت مجنون
قال لها :لقد احببت طيبتها واخلاقها وصبرها… احببتها بكلها ..هي فتاة اكثر من رائعة ..
قالت له: نعم وانا احبها ايضا ..لكن هذا لا يعني ان تتزوج بها ..بالأمس كنت تحاول اعادة ولدها الى احضانها.. فما الذي يضطرك الى المشاكل ..لا ..والف لا ..يستحيل هذا الامر ..
قال له راجيا اياها :لقد وعدتها.. فهل تريدين مني ان اخلف وعدي
صدقيني ان لم اتزوجها فلن اتزوج غيرها ..
فضربت يدها على رأسها وبدأت تصرخ :با ويلي ..لقد جن الفتى.. لن اسمح لهذه المهزلة ان تتم ..وانت تستحق فتاة افضل منها..
قال له: الله يعطي الانسان فرصة فما ذنبها هي حتى تكون ضحية طلاقها..
لقد طلقها زوجها رغما عنها.. هي لم تكن تريد ترك ولدها.. وقد رايت الاصرار في عينيها ..
قالت له: لم اقل انها ليست مناسبة ..وليست خلوقة وجميلة ..ولكنها لا تناسبك انت. .على الاقل فكر ان تتزوج ابنة قاضي ..
قال لها :انا آسف يا امي..احببتها وساتزوجها ..واتمنى موافقتك… وانا ذاهب غدا الى منزلهم… ان احببت فكوني معي وهذا ما اتمناه ..وان لم يعجبك ..
وقبل ان يكمل كلامه… اقترب منها وقبلها على رأسها ثم داعب خدها وأكمل مع غمزة من عينيه الناعستين :ستتعودين على الفكرة لاحقا…
وبعد هذا الموقف لم يعد للام مجالا للتحدث ..واخبرت زوجها بهذا الأمر ..فقال لها :لم يعد ماهر طفلا صغيرا دعيه يأخذ قراره بنفسه… هذه حياته وهو حر بها.. لا تخسريه من اجل فتاة ..فهو سيتزوجها برضاك او رغما عنكِ..
فتنهدت وقالت :معك حق… ولكني لن اسامح سوسن ما حييت ..
وفي اليوم التالي ذهبت ام ماهر معه لطلب يد سوسن… وكان وجهها على غير عادته… ولاحظت سوسن ذلك… وشعرت بالحزن ..وقالت لنفسها :الا يحق للمطلقة بفرصة ثانية… رباه ما هذا المجتمع الظالم ..
ولكنها مع هذا… لم تبدِ لماهر اي انزعاج ابدا ..ومرت الأيام… وكان ماهر يعتبر نفسه اسعد انسان في الدنيا… فقد احب سوسن ..ولم يعد يرَ امامه اي فتاة اخرى غيرها…
واضطرت والدته ان تغير من معاملته الجافة معها حتى لا تخسر ابنها ..فقد وجدت انه من المستحيل ان تبعده عنها…
ومرت الأيام وحان وقت الزواج… وفي يوم الزفاف شعرت سوسن بقبضة في قلبها ..ففي يوم زفافها الأول كانت فرحة جدا ..وترى مستقبلها يلوح بيده المشرقة اليها ويدعوها لتعيش حياة هانئة ..ولكنها خدعها ..واذاقها طعم الخيانة المركبة… وحاولت ان تنسى تلك الأيام… فماهر على ما يبدو انسانا رائعا ..ويكفي انه ساعدها لترى ابنها…
وحضر العريس اخيرا ..واخذ حوريته من بين الجموع وانطلق بها الى منزله وهو لا يصدق انها واخيرا اصبحت زوجته ..فقد عاملها بالحسنى ..ولم تسمع منه الا كلام الغزل والحب والشوق… حتى انه اجبر اهله على ان يعاملوها بكل احترام ومحبة ..يا للطفه ولباقته ..واخلاصه…
وذات يوم كانت سوسن تحدث نفسها :ايعقل ان القدر ابتسم لي اخيرا ..واصبحت من السعداء… يا لماهر هذا ..لا بد انه من الملائكة وليس من البشر ..الحمد لله رب العالمين ..يا رب يسر الطريق امامي لاسعده ..فهو يستحق كل شيئ جميل…
وكان ماهر كل يوم يسأل سوسن :هل هناك بوبو( جنين) في احشائك
فكانت تضحك وتقول :لم انت مستعجل هكذا
فيقول لها :اريد ما يربطني بك الى الأبد ..فانا لن اتخلى عنك مهما حصل واخشى ان تفعلي..
فداعبت شعره وقالت :لا تقلق ..انت كالماء ..وانا كالسمكة ..ان خرجت من هنا فاني ساموت
وهذا الجو الرومنسي كان يسيطر على المنزل دائما ..حيث اصبح العاشقان حريصان جدا على تقديم الافضل للطرف الآخر ..
ومرت الأيام ..بافراحها… وذات يوم استيقظت سوسن على لسعة الغثيان… ولم تخبر ماهر بذلك ..وتراءى لناظريها ان هذه اعراض حمل… ولم تشأ ان تعطي املا لماهر حتى تتاكد… فانتظرته الى ان خرج الى عمله.. ثم انطلقت الى عيادة الطبيبة ..وهناك استذكرت حملها الأول كم كان مخيفا ..وتمنت لو تكون حاملا الآن لتجرب الاحساس السعيد والبشرى المتفائلة في هذا الأمر ..ثم دخلت الى الطبيبة ..وتمنت لو تمر هذه الدقائق المعدودة بسرعة لتعرف النتيجة ..وتطير بجناحي الأمل الى مكتب زوجها وتخبره… فنظرت الى عيني الطبيبة وقالت لها :ها اخبريني هل هناك حمل
يتبع..