قصص و روايات

رواية.. فتاة يائسة (الجزء السابع)

فقالت سوسن :انا آسفة… لم اكن اعلم بوجود احد ..

فنظر اليها رامز نظرة وعيد ..ثم تظاهر بالابتسامة وقال :لا عليك ..اذهبي واكملي عملك ..

اما الضيف الذي كان موجودا واسمه جابر فقال :هل هذه الخادمة الجديدة لم ارها قبلا ..

وعندما سمعت سوسن تلك الكلمات انتظرت قليلا لتسمع ماذا سيكون رد رامز ..فقال ساخرا :بل هي زوجتي تخيل…

فضحك جابر وقال :لو لم اكن اعرفك جيدا ..لصدقت انها زوجتك ..ولكنها اصغر من اولادك

قال رامز :بلى هي زوجتي ..واليوم ساعرف اولادي اليها ..

فتنفست سوسن الصعداء واكملت طريقها ..وقالت لنفسها :ايعقل انه لم يغضب

وبعد نصف ساعة سمعت هدير رامز وهو ينادي بغضب :سووووسسسسن… سسسسوسسسسن… هيا تعالي الى هنا ايتها الحمقاء..

فشعرت ان قلبها قد قفز من مكانه ..يا الهي… كيف ساخلص نفسي من براثنه هذه المرة ..

فخرجت من غرفتها وهي واضعة يديها على وجهها محاولة الدفاع عن نفسها فقال رامز :ايتها الحمقاء.. الم اقل لك الا تخرجي من غرفتك ..

وقبل ان تجيب ..كان صوت الكرباج يلوح في الهواء ليزيد من ضربات قلبها ..وشعرت انها ابتلعت لسانها من الخوف ..واغمي عليها ..ثم استيقظت لتجد نفسها ممددة على سريرها ..ورامز في الغرفة وقد ادار ظهره ..وهو ينظر من النافذة..

فتدحرجت دموعها رغما عنها وسمع رامر انينها ..فنظر اليها بغضب ..ثم قال ملوحا يده في الهواء: هذه المرة انقذت نفسك باغمائك ..ولكن حذار في المرة القادمة ان تعصي اوامري هل فهمت لا اعلم ما الذي تريدينه من رؤية الناس ..الا يكفي ان كل ما تحتاجينه يصل الى المنزل ..

فقالت بصوت خافت :حاضر ..

فقال رامز: وهناك أمر آخر ..لا تفكري ان تنجبي اولادا ..فثروتي هي لاولادي من زوجتي الاولى ..فلا تحلمي ان تحصلي على شيئ منها بعد مماتي ..طالما نحن نعيش سوية ..وانت تتصرفين بشطارة ولباقة ..سيصلك كل شيئ ..ولكن بعد مماتي ..ارجعي الى منزل اهلك ..فاما ان نعيش سوية ..واما ان نموت سوية ..وقضية ميراث الزوجة الجميلة من العجوز الثري لا تفكري بها ابدا ..

قالت له: انت رجل مريض ..

فنظر اليها بغضب ثم قال: معه حق زوجك الأول بطلاقك فيبدو ان امك لم تعلمك اصول التعامل مع الزوج ..وزوجك الثاني لا بد ان وفاته انقاذا له.. انت حقا فتاة غير مؤدبة ..ساريك ما انا فاعل بك ..ساسجنك هنا واياك ان تخرجي من الغرفة مهما حصل ..هل فهمت ِ?

ثم خرج من الغرفة واقفل الباب وراءه ..واستسلمت المسكينة لدموعها ..فكيف تنقذ نفسها من هذه الحياة ..حتى انه لم. يترك لها هاتفا لتتصل باحدهم ..فهو يشك بها انها تفكر بحبيبها ان شردت باحزانها.. ولا يطيق لاي احد ان. يراها ..هل هذا حب وغيرة ام. مرض قاتل يفتك المشاعر ..الا يكفي انه عجوز ..فليحمد الله انه تزوج بامرأة في مثل سن اولاده او احفاده ..ما ذنبها ان كان حظها سيئا ..ولم. توفق بالرجال ..ويبدو ان العالم يتحدثون عنها بسوء لانها تزوجت للمرة الثالثة.. فهل هذا شيئ محرم

وبينما هي قابعة في جهنم حظها ..عاد رامز وفتح الباب وهو يحمل بين يديه ثيابا سوداء ثم قال لها :هيا البسي هذه الثياب لاني سآخذك الى منزل اهلك الآن ..

فشعرت ببعض الأمل لانها تشتاق امها ..ترى هل ندم على افعاله ..واراد ان. يأخذها لمنزل امها حتى يكفر عن ذنبه ..

وعندما اكملت لبسها ..صعدت معه الى السيارة وقالت له بحذر شديد :شكرا لك ..فانا اشعر حقا اني اشتاق امي واريد رؤيتها ..ولكن لا تقلق ساخبرها انك رجل مميز ..وانني سعيدة معك ..

فرمقها بنظرة غريبة ..واكتفى بالصمت.. وبدأت سوسن تتأمل الطبيعة حولها ..لقد اشتاقت الى كل شيئ خارج ذلك السجن ..حتى عواميد الكهرباء.. والاعلانات الموجودة على جانب الطريق اشتاقتها جدا ..فعيونها لم. تبصر الشمس منذ زواجها ..

وعندما وصلت الى منزل اهلها سمعت صوت المذياع يتلو آيات القرآن المبارك ..ويبدو ان الحي كله قد جاء لزيارة امها ..ربما لانه يشتاق سوسن وعرف بمجيئها ويريد رؤيتها ..هذا ما تراءى الى ذهنها مباشرة ..ولكن لماذا وجوه الناس حزينة هكذا.. فقالت لرامز: ماذا هناك لماذا كل هذه الجموع ..ولماذا اجبرتني على ارتداء اللون الاسود ..

ثم تراءى الى ذهنها صورة امها وردت يدها الى فمها ..فقال رامز: رحمها الله ..لقد توفيت اليوم ..وعندما عرفت ذلك لم. اشأ ان أحرمك من حضور عزائها ..

فنظرت اليه بحزن وعتب وقالت بسخرية: حقا ..كم انت زوج رائع لتسمح لي بحضور عزاء امي!!! ..كم انت قاسي القلب ..آه منك ايتها الأيام ماذا تخبئين لي بعد من مفاجآت ..

يتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى