قصة قصيرة.. المغفل
كنت خادماً في منزله فكان لزاماً علي أن أحييه دوماً بالرغم انه لم يرد علي التحية قط لسنوات لم يرد علي! لم ارى منه الكثير سوى الإنشغال المفرط او ربما لأنه متكبر؟ لا اعلم ايهما اكثر. كل يوم يستقل سيارته كالعادة، بدا كثير الإنشغال لدرجة انه لم يجرِ اي حديثٍ بيننا طيلة عملي هناك. وفي يوم من الأيام رآني وأنا ألتقط كيساً فيه بقايا طعام من على الأرض، ولكنه لم يطيل إلي النظر وكأنه لم يراني حتى .. كعادته. وفي اليوم التالي وجدت كيساً بنفس المكان ولكن الطعام فيه كان مرتباً وكأنه تم شراؤه للتو، لم أهتم في الموضوع كثيراً التقطته وفرحتُ به مع عائلتي، وكنت كل يوم أجد نفس الكيس وهو مليء بالخضار وحاجيات للبيت كاملة فكنت دائماً اخذه حتى أصبح هذا الموضوع روتيناً، كان سؤالي وسؤال زوجتي وابنائي من المغفل الذي ينسى حاجياته كل يوم وبنفس المكان!
في يوم من الأيام شعرتُ بجلبة شديدة في المنزل وأصوات عالية وبعد ساعات علمتُ أن السيد قد توفى، كثُر الزائرون في ذلك اليوم، كان يوماً تعيساً كئيباً على الجميع ولو سألتني عن اتعس ما فيه؟ لقلت بأن المغفل لم ينس كيسه اليوم، أو ربما أحداً سبقني إليه. استمر اختفاء الكيس لأيام فلم اعد اجده .. حينها عرفت المغفل.
بعدها بأيام
بعد وفاة السيد بأيام ساءَ وضعي المادي فقررت أن أطلب السيدة بزيادة راتبي أو انني سأضطر للبحث عن عمل آخر فاستهجنَت طلبي وكيف كان يكفيني نفس المرتب للسنتين الماضيتين! ولماذا الزيادة الآن؟ حاولت التهرب ولكن لم استطع فأخبرتها عن قصة الكيس وانه انقطع مع وفاة سيدي، فاغرورقت عيناها بشدة وانهارت فصُرِفتُ عنها وأُخرِجت من المنزل.
وفي نفس اليوم عاد كيس الخير إلينا ولكنه وصلنا إلى باب البيت من احد ابناء سيدي، فشكرته ولكنه لم يرد وتصرف كوالده تماماً! -ما خطب هذه العائلة المتكبرة!- فشكرته ثانيةً بصوت مرتفع جداً!
فقال: لا تؤاخذني فأنا ضعيف السمع كوالدي..