نصائح للتغلب على مشاعر الحزن بعد الفقد والنهوض من جديد
نصائح للتغلب على مشاعر الحزن بعد الفقد والنهوض من جديد, كيف ينهض الإنسان من جديد بعد وفاة أحد والديه؟ كيف تتغلب الأم على مشاعر الحزن بعد فقدانها لطفلها؟ وما هو الحل لإنسان فقد وظيفته بعد سنوات عديدة من الخدمة؟ وكيف سيعيش ذلك بعد فقدانه لأحد أطرافه؟
المشاعر والحالة التي يمر بها الفاقد
وفي كل الأحوال مهما كانت المشاعر التي نمر بها في حالة الفقد فإن النصيحة الأساسية والرئيسة ألا نبالغ في أيّ منها، ولا ندع المشاعر السلبية تسيّطر علينا.
ويمرُ الشخص الفاقد كذلك بمراحل مختلفة من ردود الفعل تجاه الفقد منها:
1- حالة من السواد، والوجوم وكأن العالم قد سَكَن، وعم فيه الصمت.
2- يشعر البعض الآخر وكأنه يحلم، ويتمنى لو يستيقظ منه ويكتشف أن الفقد لم يحدث.
3- قد يمر البعض بمرحلة من النكران والإنكار، والتمويه وكأن شيئاً لم يحدث فتشعر ببرود غريب في مشاعره ويتابع حياته بطريقة لا يمكن تصديقها بأن الوضع طبيعي وكأن شيئاً لم يتغيّر.
4- وفي بعض الحالات يمر الفاقد بحالات الإدمان بكل أشكاله سواء كان التدخين أو شرب الكحول أو تناول المسكنات أو الأكل أو عدم الأكل.
ويصاحب هذه الحالات الشعور بالسخط والمرارة وكأن الفاقد يحاول الهروب من الوجع والخسارة، أوقد يدخل في مرحلة من اليأس والكآبة.
ومن الحالات المصاحبة للفقد أن الأشخاص يشعرون بظلمة الدنيا بوجههم وينعزلون عن الآخرين في بعض الأحيان، وتزداد الخطورة في حالة وجود المسؤولية على الشخص الذي تعرض للفقد من عمل وأولاد أو زوج أو عائلة عليهم رعايتها ومتابعتها. فعليهم أن يتعلموا ويدركوا كيفية النهوض والاستمرار بالحياة بعيدًا عن الأدوية المهدئة أو أي شيء يضر بالإنسان ويسحبهم دون وعي إلى حالات الإدمان، ونحن بالمجتمع كلنا معرضون لفقد بطريقة أو بأخرى.
اقرأ أيضًا: نصائح لتقنع الأم طفلها بسماع كلامها من المرة الأولى
نصائح لتخطي حالات الفقد
1- لا تدع المشاعر السلبية تسيطر عليك، فماذا يفيد الغضب؟ لن يغيّر شيئاً، من حقك أن تشعر بالغضب ولكن لا تجعله يسيطر عليك. لأن الشعور بالندم وجلد الذات لا يؤدي إلى نتيجة فهذه المشاعر السلبية التي تأتي بعد الفقد ليست حلولاً بل هي موانع ومصدات أمام عملية الشفاء وتجاوز المحنة، إن أردت حقًا التعامل مع الفقد الخطوة الأولى تكون بالوعي أن هذه المشاعر لن تأخذك إلى أي مكان، بل يجب أن تحوّل المشاعر لأفعال وتبدأ بالتصرف بعد فترة وجيزة لتجمع الحقائق وتتعامل مع الموقف وتتخذ القرار الصحيح أو تعرف الحل المطلوب، أو تتقبل الموضوع وتتابع حياتك.
2- بالقبول والرضا والتسليم بأن هذا قد حدث ويجب التعامل معه، وهو يحدث لغيري ولكل الناس فهو القدر. وما أروع من يصله خبر الفقد مهما كان نوعه وتكون ردة فعله الأولى “حسبي الله ونعم الوكيل”، أو “لا حول ولا قوة إلا بالله”، يجب أن يتم تعزيز الإيمان الحقيقي داخل أنفسنا بالقضاء والقدر، وبأن بعض الأمور قدر ونصيب من الله سبحانه وتعالى، ولا راد لقضاء الله، وقدّر الله وما شاء فعل، وأنه الخيرة فيما اختاره الله.
هذه المشاعر تدل على الإيمان الصادق الحقيقي وتوكل الإنسان على رب العزة وحده لا شريك له.
من كان يتحلى بهذه المشاعر يجد عزاءً كبيراً في تجاوز مشاعر الفقد بسرعة وسهولة، لأن الله يهب السلوى قبل البلوى.
فكلما ازداد الإيمان كلما كانت مراحل تجاوز الفقد والتعامل معه أسهل بكثير- اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه – يجب أن تؤمن أن هناك سببًا لكل ما يحدث، ولعلك لا تستطيع إدراك هذا السبب الآن، ربما ستدركلاحقًا أن هناك سببًا لكل ما يحدث فلا يوجد عشوائية في الفقد، أنظر إلى الصورة الكلية. وهو دوماً الخير من عند الله، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
3- نحن لن نموت بعد الفقد إلا إن كتب الله هذا لنا، فكثيرٌ من الأشخاص يعتقدون من شدة الحزن أو الألم أنهم سيموتون بل ويفكر بعضهم بالانتحار، ولكن هذا غير صحيح لأن الأعمار بيد الله، ولا نعرف متى سيحين موعد ساعتنا لمفارقة الحياة، لهذا أقول فكّر وكأنك ستعيش مئة عام هل تريد أن تقضيها بالهم والمشاعر السلبية؟ هناك سنين تنتظرنا ولا يعلم عددها إلا الله، وسنحاسب على هذه السنين، ألا يجدر بنا البدء بالعمل لتحسين الوضع وتجاوزه بل وتحويله إلى خير في حياتنا، ليس لأجلنا فقط بل ولأجل من حولنا ولأجل من نحبهم ولأجل من فقدناهم.
4- يجب اتخاذ القرار: “هل الخسارة تدمرني أم الخسارة تغيّرني!؟” يحتاج الفاقدُ إلى مواجهة الموقف لتغيّر الخسارة نظرته للدنيا نحو الأفضل. هو قدر ونصيب، ويصيب كل مخلوق على سطح هذه الأرض!
5- لكل فاقد أقول:” يجب أن تصل إلى مرحلة السلام الداخلي، ثم تبدأ بشق الطريق من جديد بفكر جديد، استعد ثقتك بالله وبنفسك وبقدراتك، ابدأ بوضع الأهداف، ابدأ ببناء لحظات مثمرة تعتمد عليها لتتقدم، لا يزال هناك لذة في الحياة ولا نزال أحياء.
6- استدر وواجه النور، لا تهرب من الألم ولا تطارد الظلام، لن يستطيع الآخرون مساعدتك على الخروج من حالة الألم بل عليك أن تساعد نفسك، هم يواسون ويدعمون ولكن القرار لك، احتوِ الألم وسيطر عليه “حوّطه”، ابدأ بإحصاء النعم التي تمتلكها وعدّها، وسترتفع قيمة الأشياء بنظرك، ثمنك بالحياة يقدّر بالنعم التي تمتلكها، ابدأ بتحديد أهدافك في مشوار الحياة، وإذا صادفك حاجزًا أو عائقًا اعرف أن الحياة لن تتوقف بل ستستمر، إذا استسلمنا ورضخنا للهم لن نستطيع النهوض ثانية فلا تستسلم.
7- لا تعلق في الماضي لأنه مضى ولا رجعة إليه ولا يمكن تغييره، لا تجلد ذاتك، نعم الحياة لن تعود مثل السابق ونحن واقعيون ونقدّر قيمة التغيير الحاصل، ولكن ليس بالضرورة أنها ستصبح أسوأ، فكم من حالات فقد كانت سبباً في الابداع وكانت سبباً في توسعة الرزق، أو تقوية الذات أو اكتشاف القدرات أو تحقيق الأهداف، فلا تهرب أو تخاف من المستقبل المجهول، بل يتحتم عليك أن تعيش الحاضر. لا تشعر بأنك في قارب يتلاطم بين أمواج بحر تائه، لا تعلق وسط التيار! وأكرر هناك سبب لكل ما يحدث، فلا يوجد عشوائية في الفقد، انظر إلى الصورة الكلية.