رواية.. صراع الموت
وعندما تظن أنك نجوت و لكن تأتيك الطعنة مؤلمة من الحياة، حينئد يبقى لديك حلان إما المقاومة أو الإستسلام ،فأيهما ستختار ؟
ليلى ليلى استيقظي لقد رن المنبه لثالث مرة هذا الصباح،استيقظي أيتها الكسولة ، إنها السابعة ستتأخرين على هذا الحال .
أوف ، هاأنا لقد استيقظت، لا أحد يستطيع النوم على راحته في هذا المنزل ،مازال الوقت مبكرا بالنسبة لي لي فسأذهب للعمل في العاشرة أي مازال هناك وقت.
انهضي و كفاك كسلا فوقوفك وحده لاخيار ملابسك يأخذ ساعتين أما شعرك و استحمامك أمر آخر متى تنوين الذهاب لعملك على هذا المنوال .
لقد استيقظت أيتها الصهباء فكفاك صراخا على الصباح اذهبي و حضري الفطور و سأستحم سريعا .
نعم سأخدع نفسي بأنني صدقتك ، وكم أخبرتك أن لا تناديني بهذا اللقب .
حسنا روينا إذهبي ،كم مرة ستعيدين نفس الكلام.
و أخيرا خرجت ،آه كم تزعجني كل صباح و مع ذلك لا أستطيع العيش من دونها .
روينا كلاوس صديقتي المقربة و أكثر من ذلك فأنا أعتبرها أختي لا صديقتي تكبرني بعام واحد ،لذلك هي تتسلط علي و تتخذ دور الأم ،تتعبني كثيرا فهي لا تكف عن الصراخ و التوبيخ فهي شخص عصبي ،هي صهباء تمتلك شعرا أحمر كالدم و نمشا خفيفا على وجهها لم تزدها إلا جمالا مع عينين خضراوتين تشبه الملاك و لكن تصرفاتها عكس وجهها الملائكي تماما
انتهيت من استحمامي و صففت شعري الأشقر الطويل الذي يأخد الكثير من الجهد أفكر في قصه حقا لأرتاح لكن روينا لا تسمح لي ،و ارتديت ملابسي التي كانت عبارة جينز أزرق و قميص باللون الأسود مزينا بورود بيضاء ،نزلت للطابق السفلي حيث وجدت روينا الحقيرة تتناول الفطور من دوني حينها قلت متظاهرة الغضب :
روينا أيتها الخائنة لماذا لم تنتظريني .
أوه جئت ،لقد حطمتي رقما قياسيا جديدا ساعتان و عشر دقائق .
كفاك هراءا ،أعطني قهوتي و ابتعدي عن ذلك الهاتف و شغلي التلفاز ،إنه موعد الأخبار الصباحية .
شيئ آخر سيدتي، ألن تكفي عن إصدار الأوامر .
حسنا حسنا دعينا نستمع للأخبار .
كان كل شيئ طبيعيا حتى لفت انتباهي تكلمهم عن فيروس جديد يدعى” الفيروس إكس ” إذ أنه أشد خطورة وفتكا من كورونا و بدأوا بالتحدث عن أعراضه و آثاره و طلبوا من المواطنين الحذر و إرتداء الكمامة و عدم الإختلاط بين الآخرين .
لم أعر الأمر الكثير من الإهتمام لأنه بصفتي طبيية فأنا أعرف جيدا أن الإعلام يشوه قيمة الشيء مهما كان بسيطا و يجعلونه ضخما أكبر من قيمته الأصلية و خصوصا بعد أن ظهرت أمراض أخرى بعد كورونا قيل أنها خطيرة و معدية لكن تمت السيطرة عليها بسرعة و نسي الجميع الجزع الذي كان يشعر به فلم يكن إلا تكبيرا للمواضيع و الشوشرة بين الناس.
على أي حال لم أهتم كثيرا للموضوع و أكملت تجهزي لأذهب للعمل .
حسنا سأذهب الآن نلتقي مساءا ، وداعا
وداعا لا تتأخري كثيرا و أعلميني إن كانت لديك مناوبة ليلية.
لوحت لها بيدي ،ركبت سيارتي و انطلقت في اتجاه المستشفى الذي أعمل به ، لكن اللعنة سأتأخر على هذا الحال الطريق متوقف يبدو أنه كان حادث سير،
و بحكم مهمتي التي تخول لي المساعدة من دون طلب أن أعطي حتى و إن لم آخذ ترجلت عن سيارتي و الذهاب للمساعدة و لكن فجأة رن هاتفي فأجبت مسرعة من دون حتى أن أرى من المتصل:
آسفة أنا مشغولة الآن سأعاود الإتصال لاحقا.
انتظري ليلى ، هل تسمعيني أنا بيلا آسفة لأنني أتصل عليك الآن لكن هل يمكنكي أن تسرعي في المجيء نحن نحتاجك ،لدينا الكثير من الحالات اليوم على غير العادة حسنا نحن ننتظرك لا تتأخري من فضلك
،هكذا انتهت المكالمة من دون أن أستطيع النطق بحرف ،بيلا شخص يعمل معي و لكن لم نكن بذلك القرب لتملك رقم هاتفي لذلك كنت متعجبة ،حاولت أن أنسى الأمر و أن أركز في ما سأفعل ،
اقتربت من ذلك الحشد الذي كان على شكل دائرة و اخترقته و اكتفيت بقول أنني طبيبة و أعيني و جل تركيزي مصوب على المصاب ،
عاينت وضعه كان هناك سيخ حديدي قد اخترق صدره و غرق بدمائه لقد كان منظرا بشعا لأي شخص و لكن ليس لي فقد اعتدت على مثل هذه الأمور و لا أهتز بها ،حاولت أن أوقف النزيف وأن أقوم بأي شيئ لكي يبقى هذا الرجل حيا .
إنها ملاك هكذا فكر الجميع بشعرها الأشقر الطويل الذي يتطاير مع نسمات الهواء و عينيها الزرقاوتين كلون المحيط و جسمها المنحوت ،كالدمية المتحركة ،
لم تشعر هي بنظراتهم نحوها و لا نظرات شخص قد اخترقها و لم تتسائل منهم فقد نست أن هناك أشخاص حولها ،فالشخص الطبيعي سينظر حوله و سيتمكن من معرفة أنهم مجموعة واحدة من سياراتهم المتشابهة و ملابسهم الموحدة .
ليلى
كنت غارقة أفكر في الحلول الممكنة بعد أن نجحت في إيقاف النزيف ،خرجت من شرودي على صوت صافرة الإسعاف التي و من حسن الحظ من مشفانا اقتربت منهم و أعطيتهم التعليمات اللازمة لم أهتم بأحد ركبت سيارتي و انطلقت للمشفى تابعة سيارة الإسعاف التي كانت تتجاوز أي شيء يقف في طريقها لعنت نفسي على إهمالي فأنا الآن غارقة بالدماء،أمسكت الهاتف و مررت المكالمة لمساعدتي كاميليا:
صباح الخير دكتورة ليلى الجميع ينتظ…
كاميليا ،اسمعي جهزوا غرفة العمليات هناك مصاب في الطريق إلى المشفى استقبلوه عند الباب و مباشرة قوموا له بالعملية حالته خطيرة دعي الدكتور مايكل يفعلها مفهوم .
نعم دكتورة كل شيء سيكون جاهزا لاتقلقي.
آه كدت أنسى جهزي لي ملابسي الاحتياطية لقد اتسخت ملابسي بالدماء
حاضر دكتورة كما تريدين .
بئسا يا له من صباح لم أستطع توديع صغيرتي ليا و الآن أصبحت ورود قميصي البيضاء ورودا حمراء ياله من حظ .
وصلت للمشفى ،أعطيت مفاتيح السيارة للحارس ليأخذها لموقف السيارات كالعادة لأنني حتما إذا قمت أنا بفعلها فسأخسر عزيزتي التي اشتريتها مؤخرا
حينها فقط ، انتبهت للسيارات السوداء التي وقفت هي الأخرى كانت من نوع BMW ،حوالي خمس سيارات سوداء اللون ،تسائلت في نفسي هل هناك شخص مهم في المشفى هذا السؤال الذي تبادر في ذهني.
نفضت تلك الأفكار عن رأسي و اتجهت مباشرة لمكتبي لقد تأخرت بالفعل لقد كان المشفى مكتظا حقا و كان الأمر مقلقا فلم أره ممتلأ هكذا منذ أيام كورونا ،
بدلت ملابسي و ارتديت مأزري و جهزت نفسي و خرجت بدأت أطل على المرضى و أساعد من يحتاج المساعدة لم يكن الأمر خطيرا و لكن كان غريبا فقد كان الأغلبية مصابين فقط بنزلة برد ولم تكن توجد أية أعراض أخرى ولكن لسبب ما شعرت أنه يوجد خطب ما،
حاولت صرف انتباهي مع المرضى و أن أقوم بعملي ولكن كان هنالك شيء آخر يشغل تفكيري أين هي بيلا ؟ و أين هم الآخرون ؟ لأننا كنا قلة يحاولون معالجة المرضى و التصدي لغضبهم لذلك كنت منزعجة من عدم وجودهم و إختفائهم المفاجئ و خصوصا في ظرف كهذا .
أكملت مافي يدي و ذهبت لقسم الشخصيات المهمة
لأقوم بدورية كعادتي حينها لمحت أولئك الأشخاص الذين الآن بعد أن ركزت معهم لاحظت أنهم غريبين ،طريقة وقوفهم جميعا وصمتهم و ملامحهم الصارمة بإستثناء شخص واحد
كان يظهر عليه الوقار و الهدوء مرتاح غير مبال بما يحدث كان جالسا يضع رجلا على رجل و يمسك الهاتف نظرت له وحمل عينه من الهاتف و نظر لي، تبادلنا النظرات التي لم تدم إلا ثواني و دخلت إحدى الغرف كان لدي إحساس بالخطر اتجاهه و الآن تأكدت أنني لايجب أن أتورط معه أبدا .
وإحساسي لا يخطئ .
أكملت عملي بدخولي لعملية طويلة انتهت بعد ثلاث ساعات و هممت بالمغادرة و أنا أتوعد للآخرين بعقاب لن يكون سهلا فقد بحثت عنهم ، لكن الغريب أني لم أجدهم لا في مكاتبهم و لا في غرف الاستراحة وبسبب التعب قررت الرجوع للمنزل و في اليوم التالي سأوبخهم بشدة
اتجهت لسيارتي و قدت بسرعة للمنزل أريد فقد النوم ولحظي الحاثر كان هناك كمين لم أنتبه له و تجاوزته تقريبا ،كانوا على وشك ملاحقتي لكنني عدت لهم بنفسي ووقفت أمامهم :
سيدي الشرطي هذا خطأي بالكامل أعترف بذلك قدت بسرعة و لكن الكمين أقسم أنني لم أنتبه له .
أخرجي من السيارة و سنتكلم في الأمر ،و أعطني الهوية و رخصة السياقة .
تفضل سيدي هاهي كلها أصلية مئة بالمئة ولا ينقصها شيئ و قانونية .
ها جيد يا جاستن أحضر الاختبار لنرى إن كانت في حالة سكر فأنا هذا الذي أراه أمامي.
ماذا لماذا سيدي الشرطي أقسم أنني بريئة من هذا الاتهام الضالم.
حسنا لنرى و نتأكدفقط سيدة …ليلى روميرو …روميرو ؟؟هل أنتي صاحبة مستشفى روميرو ؟؟
آه نعم نعم من فضلك أتركني أرحل الآن بسلام ..
كانت هي الوحيدة التي تعرف المصيبة التي هي فيها فليس من عادتها أبدا أن تترجى شخصا فهي شخص وقح ولكن إن لم تفعل فسوف تخسر عزيزتها بالا شك)
سيدي هي بخير لا يوجد أي أثر على أنها شربت شيئ .
حسنا جيد جاستن أذهب و أكمل عملك ، آنسة ليلى نحن مضطرين لسحب رخصة قيادتك فيبدو أن هذه المرة الرابعة التي توقفين من أجل السرعة لذلك ستسحب رخصتك هذه المرة .
شعرت ليلى بانكسار في قلبها فستبقى من دون عزيزتها لفترة طويلة لذلك قالت بنبرة استعطاف:
سيدي الشرطي أعد النظر في الأمر رجائا إن بقيت بلا سيارة فكيف سوف أذهب للعمل و أنقذ أرواح الناس إذن .
آسف يا آنسة ليس بيدي شيئ فهذا هو القانون.
لعنت ليلى القانون و الشرطي و حتى نفسها على هذا الموقف الذي وضعت نفسها به وبدأت تفكر في حل مناسب فمبدأها في هذه الحياة” كل مصيبة إلا و لها حل” وبدأ عقلها يفكر ويرسم الخطط ودخلت في دوامة للتفكير خرجت منه على صوت رجولي خشن :
ما الذي يحدث هنا و من الغبي الأبله الذي أغلق الطريق بهذا الشكل .
عقدت حاجبيها و أدارت رأسها من دون حتى أن ترى وجهه و قالت بغضب:
الغبي هو أنت أيها الأحمق ألا ترى أن هنالك مشكلة كبرى هنا، خذ لعنتك و أغرب عن وجهي أيها……
قال الشخص المجهول بالستهزاء :
ماذا حدث هل أكل القط لسانك أكملي ما الذي لم تقولينه بعد يا حضرة الطبيبة.
أنت ما الذي تفعله هنا .
ماذا هل الطريق مكتوب بإسمك و أنا لا أعرف أم ماذا؟
حسنا مالذي تريده الآن أنا بالفعل متعبة.
لاشيء سوى إبعاد خردتك من الطريق لأستطيع المرور.
(ماذا خردة؟ ،هل قال خردة ،سيارتي أنا التي من نوعلامبورجيني بلونها الأحمر الفاقع، لطالما سمعت فقط المجاملات عنها لكن هذا ال&^^ يسميها بخردة ،حسنا إهدئي ليلى إهدئي سنتجاهله فقط لقد قلتي أنك لاتريدين التورط معه إهدئي و كوني فتاة ناضجة هو فقط يريد تستفزازك نعم هكذا أحسنتي).
حسنا لو كان بيدي لفعلت ذلك و ذهبت من دون أن أنظر للوراء ،لكن للأسف سحبت رخصتي .
نظر ذلك الشخص في المكان وحام بنظره حتى أبصر القائد و اقترب بهدوء و قال ببرود :
سيد غابرييل أنا مشغول و لدي اجتماع علي حظوره في باريس أي علي السفر و طائرتي ستقلع قريبا لذلك دعنا ننهي الأمر بهدوء .
عم الصمت في المكان لبضع دقائق حتى نطق الشرطي بتنهد :
لا تقلق سيد إيثان كل شيء تحت السيطرة ،سنعالج المشكل الآن و سينتهي الأمر.
تفضلي آنسة ليلى أتمنى أن تنتبهي لسرعتك و لا تخرقي القانون من جديد ،في المرة القادمة لن أرحمك.
لا تقلق سيدي الشرطي، و شكرا لك .
و اتجهت إلى سيارتها بسعادة و كأن روحها ردت إليها إلى أن إستوقفها كلامه :
تشرفت بمعرفتك آنسة ليلى روميرو .
هل تعرفني ؟ أما أنا لم أتشرف بمعرفتك سيد إيثان…
بوربون ،إيثان بوربون إحفظيه جيدا. قالها بهمس في أذنها مما جعلها تنصدم باقترابه منها من دوم أن تشعر حتى بوقع أقدامه .
نظرت له بصدمة و سرعان ما تداركت الأمر و أخفت ملامح وجهها و دخلت لسيارتها متجهة لمنزلها داعية ألا تلتقي به من جديد .
و يبدو أن أمنيتها تحققت لفترة طويلة من الزمن .