قصص قصيرة

قصة قصية.. أحببت قاتلا (الجزء الثاني)

“قبل ستة أشهر”

تدخل والده كاميليا غرفة أبنتها قائلة

هي استيقظي …… ياالهي ما هذه الغرفة القذرة

لتتنهد و تكمل قائلة

يالك من كسولة

تتجه نحوه النوافذ و تفتح الستائر و ترتب بعض الألبسة المرمى على الأرض

لتتقلب كاميليا على السرير وهي تضع الوسادة على وجهها متذمرة

أمييي…….أغلقييي الستااائر

لتسحب الوسادة من عليها

لن أغلق شيئا…. هيا تعالي لنفطر معا

لتجلس وعيناه تنغلقان باستمرار

الوالدة:(لا تعودي للنوم… هيا أتبعيني)

وتخرح وهي تتمتم كالعادة

لتقلد كاميليا تمتماتها و بصوتا ناعماً تقول

الحيوانات وهي حيوانات تنظف مكانها

لتضحك والدتها قائله

ما زلت لا تفعلين حتى ما يفعله الحيوان

كاميليا:(أحب غرفتي هكذا)

و بخيبة تنظر للطاولة الطعام

أين الطعام؟؟؟

الوالدة:(لن نأكل قبل مجيء والدك.. ولكنه أوشك على الوصول)

ليطرق الباب….. لتفتحه كاميليا

اهلا ابي.. أين كنت؟؟

الوالد:(ليس بشيئا…)

الوالدة:(هيا يا عزيزي تعال لناكل)

ليجلسوا حول مائدة الطعام ليبدؤون الأكل

الوالدة:(ما التخصص الذي ستدخلينه؟؟ هل فكرتي به)

لتكمل كاميليا طعامها وبعدم مبالاة

لا أعلم

الوالدة:( لا تعلمين؟؟ لم يبقى هناك كثيرا من الوقت عليك الإسراع في القرار… أليس كذلك يا عزيزي)

ليقول الوالد وبفخر

لتأخذ وقتها بالتفكير.. ستعلم ماذا تريد.. أعرف أبنتي حق المعرفة

لينظر لكاميليا قائلا

أيا كان ماتريدينه.. أفعليه

لتبتسم كاميليا

أريت يا أمي ليست هناك أي مشكله لدى أبي.. لا اريد..فعل شيء…هذه السنه لتقول والداتها و بغضب

ولكن لدي يوجد مشكله لماذا لا تردين أكمال دراستك؟؟؟ أجيبيني لماذاا… ألّا استحق أن ارك متخرجه ألا استحق ذالك؟؟

كاميليا: أمي يكفي….أرجوك يكفي .. لم أكن أريد أكمال الثانوية حتى…ولكنني أكملتها لأجلك فقط..ولكنني الآن حقا لا أريد دخول الجامعة … لا أريد ..

ليقاطعها والدها

حسنا…أهدئي يا بنتي نتحدث فحسب

الوالدة: حسناً إذا…أفعلي ماتشائين

ليتجه ببطئ و هدوء نحو المطبخ و الدموع تنهمر على وجنتاه فيحمل أكبر سكينا …. و يضعه أمام عنقه و بكائه يشتد أكثر فأكثر و يغرز السكين في عنقه بقوة….. و يقع أرضاً من الألم فيخرج السكين ببطء و يغرزه في قلبه و تنهمر الدماء منه بغزارة

ليصرخ مستيقظا من الكابوس المخيف

و بسرعة يضع يده حول عنقه و كأنه يتفحصه ….

يجري نحو المرأة و ينظر على نفسه

لا أنتهي من الكوابيس

ليستعد و يذهب إلى الجامعة

ويدخل لأول مرة إلى قاعة المحاضرة المزدحمة متأخراً لينظر جميع الطلبة له بدهشه

لم يكن يتأخر عن مواعده أبدا كان دقيقاً جداً في هذه الأمور

وبدون كلام من الأستاذ يشير له بالخروج

لم أتأخر سوا خمس دقائق

ليقاطعه الاستاذ

خمس دقائق كانت أو ساعة ألم تدخل بعدي؟.. هيا أخرج

خرج دون أي ردة فعل و اتجه نحو مكاناً فارغاً ليجلس و يخرج هاتفه متصلا بالطبيب فادي

لم أستطع النوم مجددا

ألم تأخذ الدواء يا أويس

أخذته و لكنني لم أنام للخامسة صباحا

ولكنك في النهاية نمت و هذا شيء جيد لقد تحسنت قليلاً

استيقظت بعدها بساعتين

أظن أنك بدأت تتحسن من الأرق كنت لا تنام أبداً… و اليوم لقد نمت قليلاً

هل أنت سعيد بهذه النتائج؟؟ أتعالج عندك من ثلاثة سنوات و تخبريني بأن نومي لساعتين أمر جيد.. و بسبب هذه الساعتين التافه تأخرت عن موعدي

ليغلق الأتصال

ويتجه نحو محطة الباص

و ينظر للناس من حوله جميعهم كان يمتلك صديقاً على الأقل

ضحكاتهم و كلامهم مع بعضهن البعض بفرح و سعادة

كم كان يكره هذه التفاصيل ينظر بإشتئمزاز لهم ليقول

يالكم من مخادعين ومزيفين

لتتجه نحو المطعم كان قريباً للمنزل و تدخل

امي أتيت للمساعدة… هل من شيئاً لأفعله؟؟

لم تنظر لها حتى لتجيب

لا يوجد شيء لأفعله… أذهبي

أمازلت غاضبه؟… سأدخل الجامعة السنة القادمه.. حقا

أفعلي ماتشائين

أمي ….أتتعمدين فعل هذا

ألم أقل لك أفعلي ما تشائين.. مابك..

حسنا أريدك أن تكملين دراستك هذه السنة أتفهمين ما أقول.. و لكنك تستمرين بالقول السنة القادمة و السنة القادمه… يكفي هذاا

و بغضب تجيب كاميليا

يكفي أنت يكفي… تريدين الحصول على ما تريدين فحسب لا يهمك شيء اخر.. لا أريد… لا أريد دخول الجامعة هذه السنه…

لا يهمك ما لذي قد أمر به لا يهمك ما لذي يحدث معي…. لا تفكري سوا بنفسك فحسب لدي مشاعري و مشاكلي لدي ظروفي لأفعل ذالك

لتخرج وتغلق الباب بقوة

ليته لم يكن لدي والدة ..

لم تعرف ما لذي تفوهت به للحظات…

لكل شخص نصيبه من الحزن

لم تكن لحياته أي معنى

كان وحيداً فقيراً ومريضا

أبسط أحلامه هي النوم

النوم براحه لساعات دون كوابيس ،الشعور بالطمأنينة الابتسام بتلقائية الحياة الهادئة البسيطة

ببساطه العيش كأي شخص عادي

كالعادة يعود للمنزل ويجلس امام النافذة لينظر الى السماء مطيلاً يفكر مراراً وتكراراً في أسئله لم يكن يملك لها أي تفسير

ماهو الذنب الذي أرتكتبه لأعيش هكذا؟؟ لماذا تخلوا عني ؟؟

.. لمااذا …؟ولماذا

ينظر للسماء متسألا …. ليغفى لدقائق

تتجه نحوه امرأة سمراء البشرة طويله القامه ذو ملامح مخيفه  تحدق  به…  بأعينها الكبيرة

وتقترب منه ببطئ وهدوء

وترسم على وجهها ابتسامة عريضة

ليستيقظ مرعبا ونبضات قلبه تتسارع

ليأخذ أنفاسه بصعوبه وشكلها المخيفه لا يختفي من مخيلته….. ليصرخ قائلاً

لااا.. لا لم اكن سأقتلك…. لا لا

لطالما كانو يتخاصمون وبعد القليل من الوقت يعودون كالسابق وكأن شيئاً لم يكن

وبالفعل دخلت والدتها

هيا يابنتي .. لنأكل

لست جائعة

ومعالم الحزن تظهر على وجهها

آسفة يابنتي…كنت انانيه لدرجه اني لم أكن أعرف مالذي يحدث معك.. أسفه حقاً..

لتقاطعها كاميليا

أمي أرجوك.. دعيني لا اريد التكلم الأن حسناً.. لا تتكلمي ..انصتي لي فحسب..يابنتي

أمي.. دعيني وحدي ارجوك ارجوك…لا أريد الانصات..لا أريد فعل شيء

و بصوتها الحزين الضعيف تكمل

وهي تمسك دموعها بقوة

لقد تعبت حقاً … صدقيني لقد مللت من هذه الحاله…دعيني وحدي الآن لتسلتقي وتغطي وجهها وتضع يدها ع فمها وتنهمر في البكاء

لم تستطع إمساك دموعها أكثر

لقد تغلب الحزن عليها

لتقول والداتها وبرجفة في صوتها

حسناً لنتكلم غداً

وتخرج مسرعه نحوه غرفتها وهي منهارة لتجلس في غرفتها والدموع تنهمر من عينيها

أنه خطأي أنا… خطأي

ليجلس على أقدامه أمامهاا

لا تقولي هذا.. أنه ليس خطأك..لا تفعلي هذا بنفسك

لم أهتم سوا بما أريده أنا… لم أسألها حتى لما لا تريد الدراسة الأن… أنا… حقاً أم فاشله

ليمسك يداها وعيناه تمتلئ بها الدموع وبصوتاً خائفاً حزين

أشعر وكأن قلبي يتمزق لا أستطيع النوم خوفاً عليك …. أستيقظ مرعبا أتقفدك في كل لحظة…. أعيدي التفكير بالأمر…. أرجوك)

ليجلس أرضاً ويبكي وكأنه طفلاً صغيراً سيأخذ من والدته بتوسل شديد

لا تكوني هكذا…. مازال هناك وقت…أرجوك….أتوسل إلكِ

لم يعد صوته يخرج لشدة بكائه

لتجلس أمامه وتمسح دموعه بيداها ليقترب منها ويعنقها بقوة وكأنه يريد أن يخبئها بداخله

أرجوك لا تذهبي.. أرجوك لا تتركيني وحدي

لتبتسم بحزن قائله

يا الهي وكأنك طفلاً صغير… مابك… صدقني انه أفضل قرار أخذه في حياتي كلها..

أنه الأفضل لجميعنا

بعض الجروح لا يكفيها لصاقات الجروح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى