نصائح و فوائد

نصائح للتتحكم بأفكارك السلبية

نصائح للتتحكم بأفكارك السلبية, في عالم مليء بالتحديات والضغوطات، قد يجد الفرد نفسه محاطًا بالأفكار السلبية التي تؤثر على حياته بشكل سلبي. ومن هنا تبرز أهمية التحكم بالأفكار السلبية والتغلب عليها. إذ تعد هذه الأفكار عائقًا يمكن أن يمنع الفرد من تحقيق أهدافه وتحقيق نجاحه المرجو. في هذا المقال، سنستكشف بعض النصائح والإرشادات التي يمكن للأفراد اتباعها للتحكم بأفكارهم السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية تساعدهم على تحقيق التوازن النفسي والنجاح في حياتهم اليومية.

التخريب الذاتي

لكل منّا طريقته الخاصة في تحقيق نوع السكون الداخلي من خلال أفكاره؛ الشعور بالأمان المادي، الاستقرار، العمل المريح… الخ، لكن قد يحدث موقف معين أو تمرّ بظرف خارج سيطرتك، مما قد يتسبب بانهيار بعض من هذه المنظومة الفكرية وبالأحرى المعيشية، والتي تظنها تعكس سلاماً داخلياً (برأي لا يمكن أن يصل إليه إنسان، والتوازن الذاتي كلام رومانسي بعيد عن الواقع)، المهم.. هذا الخلل في الأفكار لديك، قد يعني مشكلة تتفاقم حتى تسيطر على حياتك بأكملها، فماذا تفعل؟ كيف لك بتحويل هذا الأمر لصالحك، وتحدي نفسك لخلق الإيجابية من قلب السلبية والمشاكل؟ أظن أنك تهذي لو فكرت بالإجابة على هذه التساؤلات، لذا.. دعنا نتحدث بشكل منطقي.

أولاً يتركز جوهر التخريب الذاتي؛ في أن كل ما هو غير مألوف.. يكون أيضا غير مريح، بالتالي كل ما هو غير مريح يؤذي غريزة البقاء لدينا، ثم كل ما يؤدي غرائز البقاء لدينا.. لا محالة يصبح عدواً، وهنا يأتي دور تدريب عواطفنا ومشاعرنا وأفكارنا، من خلال تخفيفها وتحديد ما الذي سنسمح له بالسيطرة علينا، مثلاً اسمح لمشاعرك بالتدفق لمنظر غروب هادئ، وحدد مشاعرك السلبية وردود فعلك الغاضبة، لأن زملائك في الجامعة مثلاً؛ حققوا الآن في منتصف أعمارهم، ما تعجز أنت عن تحقيقه حتى اليوم!
إن أعدائك هم أفكارك أو وضعك الاجتماعي، أو أشياء أخرى موجودة بأشكالها الرمادية وغير الملموسة وغير المحددة أيضاً، تشعر بالخوف ولا تتغلب عليه، وأنت تعلم أن بعض الناس لا يفسدون حياتهم لأنهم أغبياء! إنهم يدمرون حياتهم لأنهم يشعرون بالغباء، ولأنهم بائسون وغير مرتاحون، بينما يجب عليهم الوصول إلى أي شيء؛ يخدر هذا الألم مؤقتاً، فليس الشعور بالحزن هو الصدمة، لكن أن تخشى شعور الحزن، لأن شيئاً سيئاً قد يحدث، إنه ليس الشعور بالسعادة والهموم، إنه الخوف من هذه العواطف، حيث تم تمزيق أحدنا يوماً.. بسبب السعادة أو الهموم!

– فالمشاعر تهدم حياتك (بسلبها وإيجابها حتى)؛ عندنا تحكمك هذه المشاعر والأفكار التي تحرضها، وأنا لا أبالغ بالقول: “أنها تهدم ولو بأجزاء صغيرة يومياً”، إنها تدمر حياتك عندما تقنعك بأن القلق هو درع حاجز بينك وبين الألم، بينما في الواقع أنت تمتص الألم وتدفنه داخلك.
– كما أن الأفكار تدمر حياتك في كل مرة تسمح فيها لفكرة مثيرة بإحداث دوامة عاطفية في أعماقك، تليها حفرة عند حافة هذا الشعور الجارف، مثل السعادة بسبب ترقية وظيفية، تتبع بمهام تفوق قدرتك على التحمّل!
– كما أن الأفكار تدمر حياتك في كل مرة تصدق، بأن المشاعر يمكن أن تكون مضللة، بقدر ما تكون مفتاحاً مهماً لحدسك.
– أخيراً.. يمكن للأفكار أن تدمرنا بسهولة كما يمكن أن تصنع منّا أشخاصاً أقوياء، فأولئك الذين يسيطرون على حياتهم، لا يسمحون بسيادة العواطف عليهم.

المشاعر أداة للأفكار.. وليس العكس.. حيث تتولد المشاعر بفعل الأفكار، لأن العواطف غير واعية ويمكن أن تتأثر بعوامل خارجية وداخلية بعيدة عن سيطرتك، مثلاً إذا نجح شخص ما في استفزازك، فكن على علم بأن عقلك متواطئ مع هذا الاستفزاز! وهو السبب في أنه من الضروري؛ ألا نستجيب بشكل سريع وأن نتحكم بردود فعلنا، اصمت لحظة قبل الرد على الاستفزاز، سوف تجد أنه أصبح من الأسهل عليك السيطرة على عواطفك، لأنك تتحكم باللحظة الحالية لدماغك وتغيرها كما تريد، وهذا ما يحتاج إلى الوقت والتدريب بالطبع.. (وهذا بيت القصيد).

اقرأ أيضًا: نصائح لتنمية مهارات التواصل والتخاطب للطفل قبل المدرسة

نصائح لتحقيق عقلية إيجابية

كيف يمكن أن تكوّن طريقة تفكير إيجابية؟
يمكن أن تمنحك طريقة التفكير الإيجابية؛ المزيد من الثقة وتحسن حالتك المزاجية، كما تقلل من احتمالات الإصابة بأمراض مثل: ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب، والاضطرابات الصحية الأخرى المرتبطة بالتوتر ، وإليك أهم النصائح لتعزيز قوة التفكير الإيجابي:

– أكد الإيجابية منذ الصباح: بأي طريقة تختارها؛ بالتمارين الرياضية والاستماع إلى موسيقاك المفضلة، أو بالنظر إلى المرآة وقول الأشياء الإيجابية (التي قد تبدو سخيفة) عن نفسك وعن عملك ويومك هذا، لذا حاول أن تستيقظ أبكر من وقتك المعتاد لتستمتع بهذه اللحظات من بدء يوم جديد، وافعل ذلك كل يوم.. حاول مهما كانت ظروفك، وحوّل أفكارك للحظة الحالية، لأنك تستحق ذلك.

– ركز على الأشياء الجيدة، مهما كانت صغيرة: من الطبيعي أن تواجه عقبات طوال نهارك، لا يوجد نهار مثالي! وعند وجود تحديات ما؛ ركز على الفوائد، بغض النظر عن مدى صغرها أو اعتبارها تافهة مثلاً، ابعد تفكيرك عن مشكلات ازدحام المرور، وحاول أن تشغل نفسك بالتحضير لأولى مهامك في العمل، أو الاستماع إلى برنامجك الإذاعي المفضل.

– عزز روح الدعابة لديك: لنقل أنك متأخر عن دفع أقساط أطفالك للنادي الصيفي، وأنت مهدد بالطرد من وظيفتك، ما هي أسوء الاحتمالات.. التي يمكن أن تحصل أكثر من ذلك؟ لذا فكر بالأوقات الممتعة التي ستقضيها مع أطفالك في المنزل؛ طالما أنكم ستعانون لبعض الوقت من البطالة، فهم خسروا تسجيل النادي وأنت خسرت وظيفتك، وسوف تقضون أوقاتاً ممتعة معاً ريثما تعود الأم من عملها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى