نصائح و فوائد

السرقة عند الطفل أسبابها وأهم النصائح لعلاجها

السرقة عند الطفل أسبابها وأهم النصائح لعلاجها، خلال مختلف مراحل نمو الطفل، يظهر سلوك عفوي يمكن أن يكون غير مدرك لمعناه الحقيقي، مما يتطلب تفسيرًا لهذه السلوكيات لتجنب تكرارها وتطورها في نمو الطفل على سبيل المثال، في المراحل العمرية الأولى، يسعى الطفل للحصول على الأشياء التي يشتهيها دون أن يدرك بأن هذا السلوك يُعد غير مقبول. يتعامل الأهل مع هذا السلوك بناءً على القيم الأخلاقية، متغاضين عن عدم قدرة الطفل على التمييز. في هذا المقال، سنناقش مفهوم السرقة وما إذا كانت السرقة سلوكًا مكتسبًا، ونتناول مظاهرها وأنواعها، مع التركيز على متى يمكن اعتبار سلوك السرقة اضطرابًا سلوكيًا؟ كما سنتحدث عن أسباب السرقة لدى الطفل وكيف يمكن للوالدين التعامل مع هذا السلوك. سنتناول أيضًا استراتيجيات وقاية الطفل من سلوك السرقة، وكيف يمكن علاج الطفل الذي يعاني من هذا السلوك.

مفهوم السرقة عند الأطفال

السرقة تُعد سلوكًا سلبيًا يقوم به الطفل بهدف الحصول على ممتلكات الآخرين نتيجة لدوافع وأسباب معينة. تعرّفها فاروق أسامة (2011) على أنها “سلوكٌ ينبع من حاجة أو رغبة في الاستحواذ أو التملك، يقوم بأداء وظيفة معينة، وتتجلى مظاهرها في الاعتداء على حقوق الآخرين والخيانة وعدم الوفاء بالأمانة، مما يسبب سوء التوافق النفسي والاجتماعي نتيجة الشعور بالذنب وانحراف السلوك.” وأشار عريفج سامي (2002) إلى أن السرقة تعبر عن عملية تستهدف الحصول على ممتلكات الآخرين، وتعبّر عن سلوك ينبع من حاجة أو رغبة نفسية ويُؤدي إلى أداء وظيفة محددة.

مظاهر السرقة عند الأطفال

تقسم أسامة فاروق (2011) السرقة لدى الأطفال إلى عدة أنواع

  1. السرقة الكيدية:

تُنفذ بنية انتقامية لإيقاع الكبار وخلق الهلع والفزع في نفوسهم، وتعبير الطفل عن نزعات عدوانية.

  1. سرقة حب التملك:

تعبر عن رغبة الطفل في التمتع بالأشياء كوسيلة لإشباع حاجاته وتحقيق وجوده.

  1. السرقة كحب للمغامرة والاستطلاع:

يُقدم عليها الطفل بدافع من رغبته في استكشاف وتجربة أمور جديدة وغريبة عنه.

  1. السرقة كاضطراب نفسي:

تشمل الحالات الناتجة عن صراعات نفسية عميقة وتكون نتيجة للحاجة إلى النفوذ أو التجاوب مع جوانب عاطفية.

  1. السرقة لتحقيق الذات:

يستخدم الطفل السرقة لتحقيق احتياجات داخلية يراها ضرورية لإظهار نفسه أمام زملائه.

بالإضافة إلى ذلك، يُشير الزغبي محمد (2002) إلى بعض المظاهر الناتجة عن السرقة لدى الأطفال، مثل الخيانة، الاستسلام، والصفة المكتسبة.

أسباب السرقة عند الطفل

يمكن تصنيف الأسباب التي تؤدي إلى السرقة إلى عدة فئات:

  1. العوامل البيولوجية:

تتضمن العوامل الوراثية والتشوهات الخلقية أو النمو غير الطبيعي، التي قد تؤثر على استعداد الفرد للسلوك السلبي.

  1. العوامل الأسرية:

تشمل الحرمان العاطفي وعدم تقدير الطفل، والتغيرات المفاجئة في تعامل الوالدين أو التفكك الأسري، والتي قد تدفع الطفل نحو سلوك سلبي.

  1. تأثير الأقران:

يؤثر التعامل مع أقران يمارسون سلوك السرقة على تعلم الطفل وتبنيه لهذا السلوك، وقد يتجسد ذلك في السرقة الجماعية لتحقيق أهداف معينة.

  1. العوامل النفسية:

تشمل الحاجة إلى التغلب على الحرمان أو النقص، والشعور بفقدان الذات، والفراغ العاطفي، والذي يدفع الأطفال بشكل مباشر نحو السرقة، ويمكن أن يكون سلوك السرقة وسيلة لإثبات الاستقلالية عن الآخرين وحرية التصرف.

نصائح لوقاية الطفل من سلوك السرقة

  • تشمل تربية الطفل على القيم والأخلاق الحميدة مبادئ مثل الصدق والأمانة، وتشجيعه على احترام حقوق وملكية الآخرين.
  • يتضمن التدريب على التعبير عن حاجاته الداخلية والعمل على إشباعها بشكل إيجابي، مما يقلل من الرغبة في اللجوء إلى سلوكيات سلبية.
  • يوفر تخصيص مصروف رمزي للطفل استنادًا إلى احتياجاته، ويُشجع على إدارة موارده المالية بشكل مسؤول.
  • تعزيز بناء علاقة قوية بين الطفل ووالديه يسهم في تحقيق بيئة مفتوحة تسمح للطفل بالإفصاح عن مشاعره واحتياجاته بكل راحة، مما يجعله يلتجأ للتحدث مع الوالدين في حالة وقوعه في مواقف صعبة بدلاً من اللجوء إلى السرقة.

نصائح لعلاج الطفل الذي يعاني من سلوك السرقة

لعلاج السرقة عند الطفل، يُنصح بالتركيز على فهم الأسباب التي تؤدي إلى هذا السلوك، وتقديم النصائح العلاجية المناسبة. يقدم حاتم محمد (2003) بعض الإرشادات الفعّالة:

  1. التوجيه والإرشاد: يهدف إلى توعية الطفل دون التشديد عليه كسارق، مما يحافظ على ثقته بالنفس ويشجعه على تصحيح سلوكه.
  2. تقديم نموذج طيب للسلوك: يشمل إيجاد أمثلة إيجابية في محيط الطفل لتعزيز قيم الصدق والأمانة.
  3. شرح مفهوم الملكية واحترام ممتلكات الآخرين، مع توضيح ملكيته الشخصية، لتعزيز الوعي بحقوق الآخرين.
  4. إشباع الحاجات النفسية للطفل: يهدف إلى تلبية احتياجاته النفسية بطرق إيجابية وبناءة.
  5. تشجيع الطفل على بناء صداقات: من خلال التفاعل الاجتماعي الإيجابي وتعزيز العلاقات الاجتماعية الصحية.
  6. تعزيز الوازع الديني وتعميق القيم الدينية المحفزة للصدق والإخلاص.

إذا استمرت المشكلة وتحولت إلى عادة، يُفضل للأهل استشارة مختص نفسي للخضوع لجلسات علاجية معرفية سلوكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى