رواية.. نزار قباني و كوخ العائله (الجزء الثامن)
عندما رأى كيفانش الصاحبين ابتعدوا ، اتجه يمين الكوخ الى الطريق السريع ، بخطىً سريعه تكاد تكون هروله ، حتى انه يهرول مرة ويمشي بسرعه ثم يسرع اكثر فيهرول ثم يخفف سرعته ، حتى وصل بعد 5 دقائق الى الطريق ، ووجد كما اخبر محمد ، سيارة مرسيدس واسطبل محمول ، تقدم بحنق وعصبيه ، ووقف بجانب السياره ، وطرق نافذة المعاون ، ففتح من بالداخل النافذه ، وبدا انه قام تواً من النوم ، فلما رأى كيفانش ، ارتبك وفتح الباب ، ثم خرج واستقام واقفاً والقى التحيه وصاح :
سيدي ، كيف يمكنني خدمتك ؟
استرح
فاستراح الرجل ، وسأل مرة اخرى كيف يمكنه المساعده
اين يلماز ؟ اريد مخاطبته ، لقد اتصلت عليه ، بينما كنت اتحدث اقفل الخط في وجهي ، ماذا يعني هذا ؟
لكن سيدي ، هل عدت للعمل ؟ الم تولي يلماز العصابه ؟
لا دخل لك انت ! قلي فقط اين يلماز ؟
دخل الغابه يراقب مشتريٍ جديد ، لقد اشترى يومياتٍ مزيفه لأمير لا اعلم اسمه ..
توقف الرجل عن الكلام لكي يتثائب ، فدفعه كيفانش جانباً حتى كاد يقع لولا تمسكه بمرآة السياره الجانبيه ، دخل كيفانش بجسده الى السياره ، وبدا يضغط في شاشتها وبدا انه يعرف ماذا يفعل ، بل يعرف منذ زمن بعيد ، ثم ضغط زراً اخيراً اظهر موقع يلماز كنقطة خضراء ، ثم بعَّد الخريطه لكي
يظهر له موقعه و الموقع المقصود ، ليعرف بالضبط اين يذهب وفي اي اتجاه ، لما ادرك كل شيء ، اخرج جسده وهو يقول ،
على الاقل لا زلتم تطبقون بعضاً مما علمتكم ، لا زلتم تحتفضون بجهاز GBS لدى كل عميل .
ثم مد يده واردف للرجل :
اعطني سلاحك
نظر الرجل الى كيفانش بستغراب للحظه ، ثم فك حزام سلاحه واعطاه لهذا المسن النشيط .
ربط الحزام على خصره بسرعه خبيره . ثم نزع السلاح من مكانه وتأكد من وجود الرصاصات هناك ، لما رأى المخزن مليئ لم يُطلق منه شيء ، جر رقبة التسعه ملم للخلف ثم افلتها ، فأصدر صوتاً يطرب حتى الاصم ، وعاد للغابه سالكاً طريق تختلف عن التي جاء منها .
ظل محمد وعبدالله في ضحك ونكت وقصص مع الفتاتان ، واعرفوا عليهم جيداً ، حتى انهم غنوا مع بعضهم اغنية بنت النمرود ، وتبادلوا الثقافات وشغلوا الطرب الاماراتي والحزن المصري ، فأُعجبوا بها جميعاً ، وعندما انتهوا من جلستهم ، وكانت ساعة ونصف ، قاموا حين انذر الجو برجوع مطر غزير
اخذ عبدالله رقم آمنه وصديقتها ، اما محمد فاكتفى بإشارة للخاتم الذي راقداً في اصبعه ، سألت الفتاتين ان كان الشبان يحتاجون الى توصيل ، لكنهم استوعبوا انه لن يكون هناك مكاناً من الاساس ، لكن على كل حال رفض الصديقين ، وودع محمد عبدالله :
ان اردت شيئاً هنا قلي فقط
ابشر ، لابد لي من الذهاب ، سيارتي هنا على جانب الطريق على بعد دقيقه ، سأتواصل معك غداً .
سآتي معك الى ان تذهب !
لا يارجل ! لا تقلق ، ان وصلت الى السياره ستكون الغيوم افرغت ما في جعبتها ، وستضطر الى ان تعود مشياً حتى تصل للكوخ وقد اصابتك حمى من المطر ، اذهب لكوخكم قبل ان تمطر
حسناً كما تريد ، استودعك ربي ، ولا تدع تلك المدخنه تذهب
في الرياح ها لا عليك ، جمال كهذا لابد ان استحوذ عليه ، فقد اخذ قلبي قبل ان اشعر باللحظه ، هيا الى اللقاء .
تفرق الصديقين ، وامطرت في منتصف طريق العوده
للكوخ ، وفعلاً تبليل محمد لكنه ادرك الكوخ قبل ان يكون البلل لدرجة الارتجاف والبرد ، انا عبدالله فوصل لمركبته ، واخرج الريموت قبل ان يصل للباب ، وضغط الزر ، فأصدرت صوت الفتح ، ثم وصل لباب للسواق ، وامسك بالمقبض المستطيل ، لكنه لم يسمع صوت جر المقبض وفتح الباب ، بل صوت فوهة سلاح وضعت على رأسه من الخلف ، رأى انعكاس من خلفه في نافذة سيارته ، لكنه من الصعب وضوح ملامحه بسبب قوة الاضواء في الطريق السريع ، لكنه لاحظ ان السلاح مركب على فوهته كاتم عريض . فتبسم وقال بهدوء :
اخيراً ظهرت !
لا تتحرك ياطفل ، ولا تنطق بكلمه ، استدر واتجه الى الضفه الاخرى من الغابه ، ليست التي قدمت منها ، هيا هيا امامي فعل عبدالله ما اُمِرَ به من دون كلمه ، ونزل المنحدر الذي يفصل الطريق عن الغابه ، ولحق به مهدده ، من دون ان يجعله يغيب عن ناظريه ولو للحظه ، ومشيا حتى ارتاح المهدد للمكان ، فدفعه بفوهة السلاح من ظهره الى جانب قبر حُفِرَ قبل اكثر من ساعتين ، ففي قاعدته صار الرمل طيناً من المطر ، وكانت المجرفه توسطت كبد التراب المتراكم
الان التفت ، واعطني حقيبتك بكل هدوء . ارميها هنا على اليمين بكل هدوء ،
نزع عبدالله الحقيبه ثم ضحك بهدوء شديد ، والتفت ونظر الى الرجل ، كان يردتي قناعاً اسود يقطر مطراً غطى كل وجهه ماعدا العينين والفم ، لكنه ضخم البنيه ، فقال له بكل سخريه وهو رافعاً يديه للأعلى
هل كل هذا لأجل الكتاب ؟ وماذا لو قلت لك انه ليس
بالحقيبه ؟ هل ستنصدم ؟ قلي قلي ، اين صاحبك ؟
ماذا كان اسمه ؟ اااا ، كفنشي ؟ لا لا كانفيش؟
اصمت !! ما الذي تتكلم عنه انت ايها المخنث ؟
هل تعرف من انا ؟ انا قائد اكبر عصابه منذ اكثر من
عمرك ياطفل ، تحرك تحرك واحمل الحقيبه ! افتحها وارني الكتاب هيا .
حسنا حسناً ، تقدم عبدالله خطوتين ، والتقط الحقيبه ، وسمع كلاً من الرجلين صوتاً من الاتجاه الذي اتو منه ، في هذه اللحظه كان بإمكان عبدالله الهروب ، لان مهدده التفت ليرى من خلفه وهو يصوب عليه السلاح ، لكنه نظر الى المشهد ثم نظر الى الحقيبة بإهمال واخذ يجر سحابها بكل كسل . كان الرجل القادم كيفانش
كيفانش بيك ؟ ما الذي تفعله هنا ؟
مثل ما تفعل يلماز كارداش ، هل الكتاب معه ؟
لا ياعم للاسف ، ليس معي ، هاه انظر انظر
قال عبدالله هذا وقد قلب الحقيبه رأساً على عقب واخذ ينفصها بقوه ، ثم رماها امامهم ، اخمر انف كيفانش وعينيه وسال المطر من حاجبيه المقطبين ، فتقدم وامسك عبدالله من ياقته وجره واضعاً السلاح تحت ذقنه :
اسمع يابن العاهره ، ان لم تخبرني بما يحدث هنا سأفجر رأسك
ومن دون ان يعلم ، جر عبدالله السلاح من يد كيفانش ولوا يده خلف ظهره ، ثم ثبت السلاح في اذنه ، وقال مخاطباً المقنع بالعربيه :
اوباااا ! وش فيك يا فرخ ها ؟
ثم عاد واردف التركيه :
انظر ياولد ، ضع سلاحك ارضاً وإلا سأفجر رأس سيدك هنا ، ارضاً ارضاً ، بهدوووءء شديد ، احسنت احسنت ، هيا الان … ارديك ان تركله هنا بالحفره ، بسرعه .
فعل الرجل ما اُمِرَ به ، وعاد الى مكانه الاول
هل تظن انت وهو انكم ستفلتون افعالكم ؟
انا المباحث العميل عبدالله الفلاني ، تعلمون من اي بلاد انا ؟ والله لو قلت لكم لأصبح دمكم بولاً وذبتهم من حرارته خوفاً مننا ، انظر الي ، اوقعت اثنين ذوو سلاحان في يدي ، هههههه يالها من قصه ، انا اعلم بكل شيء ، المزاد ، قتل المزايدين ، قتل المشترين ، واعادة الكتب والقطع النادره منهم بعد قتلهم ، لكي تعودوا تبيعوها في منطقه اخرى ، وهكذا دواليك ، يالها من فكره ، لكن ، اتعلم ماذا سأفعل ؟ انظر
كان صاحبنا يتكلم مخاطباً الرجلين ، الرجل الذي بين يديه وضاعاً السلاح في اذنه ، والمقنع الذي امامه ، وعندما قال كلمته الاخيره هذه ، امسك كيفانش من الخلف بسترته ، وقدمه خطوه ، ثم وضع السلاح في مؤخرة رأسه ، وكاد يسحب الزناد ليطلق النار ، لكنه هو من وقع ارضاً ، اخترقت رصاصةً منتصف رأسه ، فوقع ارضاً في لحظتها وارتطم بالتراب .
كيفانش آبي ، هل انت بخير ؟
اتى صوت المساعد الذي كان يرقد بالسياره وبيده بندقيه ذات منظار ، نزع يلماز قناعه المبلل واخذ يصيح على المنقذ
ايها الاحمق مالذي اخرك كل هذا الوقت ؟ الم اقل لك تعال اذا رأيت موقعي هنا ؟ سأتفاهم معك بعد حين ، انزل الى هنا
يتبع..