قصص و روايات

رواية.. فتاة يائسه (الجزء الخامس)

فابتسمت الطبية وقالت : نعم هناك حمل ..

وبعدها قطبت حاجبيها ثم اكملت: لكنه حمل ضعيف ..وعليكِ فقط باخذ بعض الادوية التي ساصفها لك ..بالاضافة الى الراحة النفسية والجسدية ..

ثم اطرقت رأسها ارضا وبعدها اكملت: المهم الا تتعرضي لشيئ يصدمك ..هل زوجك يعاملك بشكل جيد ..

فاحمرت وجنتاها وقالت: وايما معاملة… الحمدلله هو ملاك في جسد انسان ..

فابتسمت الطبيبة وقالت: حسنا ..هذه بادرة خير ..واتمنى ان يثبت حملك وتصبحين اما رائعة…

وبعدها استأذنت سوسن الطبيبة ..وخرجت من عيادتها ..ولم تعرف ماذا تفعل من شدة فرحتها ..هل تذهب الى زوجها وتخبره بامر حملها في مكتبه ..ام تذهب الى المنزل وتنتظره… ??ثم قالت لنفسها: يا لفارق الحماس بين هذا الحمل والحمل الماضي ..انا حقا اعشق ماهر ..ولا اطيق الوقت لانه سيمنعني عن رؤيته سريعا .فقط.لو كان لدي بساط الريح الآن ..اوووه افكر ان اذهب الى المنزل واطلب منه ان يأتي باكرا ..

ثم ذهبت الى منزلها ..وفي طريقها اشترت لعبة صغيرة للاطفال حتى تقدمها كرمز لماهر ليعرف الخبر السعيد ..وبعدها اتصلت به.. فاجابها بسرعة :اهلا بالغالية ..هل اشتقت الي ..

قالت له بخجل :نعم كثيرا ..ارجوك حاول ان تعود باكرا اليوم ..

قال لها :حسنا حسنا ..ساكمل عملي باقصى سرعة ..وانت جهزي لي الطعام الذي احبه ..لا تعلمين كم تعنيني مهاتفتك ..لقد اصبح يومي ايجابيا…

وبعد مرور عدة ساعات ..لم يأت ماهر الى المنزل ..فشعرت سوسن بالقلق ..وحاولت ان تتصل به مجددا ..ولكنه هاتفه كان مغلقا ممازاد من قلقها ..فحارت في امرها ..وبدأت نبضات قلبها تتسارع حتى رن هاتفها فشعرت بالخوف ..وعرفت ان الرقم يخص ماهر ..فقال المتصل :يؤسفني ان. ابلغك ان. ماهر تعرض لحادث سير مروع ..وهو في حالة خطرة ..لذا ارجو حضورك الى المشفى حالا ..

فشعرت سوسن بالخيبة ..وبدأت تلعن حظها ..وهرعت الى المشفى ..لتجد ان الوقت قد فات ..وماهر قد فارق الحياة ..دون ان. يعرف انه كان سيصبح ابا بعد تسعة اشهر ..لماذا ايها الموت حرمتني من اعز احبابي ..اما كان الاجدر بك ان تأخذني معه ..ماذا افعل وحدي في هذه الدنيا ..وقد اخذت مني احن انسان عرفته ..لماذا لم تنتظر قليلا ..اهكذا انت قاسٍ دوما ..اتقسى عليّ حتى في ضمي اليك ..لا اريد دنيا ماهر ليس فيها ..يا نور عيوني ..

وبدأت تصرخ باعلى صوتها: ماهرررر انا حامل ..هيا استيقظ من نومك ..واطمئن على ولدنا ..لقد اشتريت له لعبة حتى يتسلى بها ويكف عن ازعاجنا ..هيا استيقظ ..اتعلم لقد اشتريتها زرقاء بلونك المفضل ..واعلم انه سيكون مثل والده في كل شيئ ..ماهررررر يكفي مزاحا ..هل تظاهرت بالموت لتختبر حبي لك ..اقسم اني احبك..

وفجأة سمعت صوت والدة ماهر تقول لها :انت يا نذير الشؤم لقد فقدت ولدي بسببك ..الا يكفي انه تزوجك رغما عني ..تبا لك ..

وفجأة. شعرت سوسن بدوار شديد وسقطت ارضا ..لتستيقظ على صوت نحيب والدتها في المشفى..

فقالت :امي.. لقد رايت كابوسا مزعجا … لماذا انا هنا ..واين ماهر ..

فزاد نحيب امها وقالت :انا لله وانا اليه راجعون يا ابنتي ..لا تقلقيني عليك ..

فاطرقت راسها ارضا وقالت :اذن لم يكن كابوسا بل هو حقيقة مرة ..لماذا يتركنا احبابنا دوما يا امي ..كيف ساعيش من بعده ..والطفل بين احشائي ماذا اقول له عن الموت ..الذي اخذ منه والده ..

فقالت امها :عليك ان. تكوني قوية يا حبيبة قلبي ..فطفلك قد لحق بوالده ايضا ..وابى ان يكمل حياته دونه ..

فاستسلمت سوسن لصمت مخيف وبعدها قالت :وانا متى يحين دوري… ها اخبريني ..ما معنى حياتي الآن ..لقد ذهبت عائلتي وتركتني اعاني البعد والفراق ..

وبعد مرور عدة ايام ..كان الحزن سيد الموقف في حياة سوسن ..التي كانت تذهب كل يوم لزيارة قبر ماهر بعد رحيل امه حتى لا تضايقها بالكلام ..وتعاتبه ..وتطالبه بالوعود التي قطعها عليها وانه لن يتركها مهما حصل ..ولكن الموت اقوى من اي شيئ في الوجود ..فهو يبتلع القوي والضعيف والصغير والكبير…

وعادت سوسن لتسكن مع امها من جديد ..ليست كاي فتاة عادية ..فهي الآن اصبحت مطلقة وارملة ..وعلى اخيها ان يتحمل مسؤولية مصروفها ..ومع كل قرش تأخذه كانت تسمع تذمرا من الحالة الاقتصادية.. لقمة عيش مغموسة بالذل والاهانة ..ولم تكف زوجة اخيها عن. مضايقتها والنيل منها انها ارملة ومطلقة ..وذات يوم جاء اخوها واخبرها انه تقدم لخطبتها احدهم ..ولكنها رفضت بدون ان تعرف من يكون ..وثارت ثائرة زوجة اخيها التي قالت لها ..احمدي الله ان هناك احدا قد تجرأ وطلب يدك ..يا فأل الشؤم ..

يتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى