رواية.. فتاة يائسه (الجزء السادس)
قالت سوسن : ومن قال اني اريد الزواج ..لم يمضِ سنة واحدة على وفاة زوجي ..والذي كان النور الوضاء لي في هذا الكون ..فكيف تريدين مني ان ارتبط برجل آخر… اما عن كوني ارملة ومطلقة فلا تعايريني بامر ليس بيدي ..
ثم تساقطت دموع الذل من عينيها… ولم تأبه زوجة اخيها ولا حتى هو الى تلك الدموع ابدا… بالاضافة الى ان امها قد وجدتها فرصة مناسبة لتغير من حياتها قليلا… وبعد جهد جهيد… قبلت سوسن ان ترى العريس المنتظر… وفي تلك الليلة ..جهزت نفسها ولكن روحها كانت تحلق في مكان آخر ..ودخلت الى غرفة الاستقبال ..وكان اخوها بانتظارها ..فقال لها مستقبلا اياها بحفاوة :اهلا اهلا بالعروس ..اعرفك الى السيد رامز ..واشار بيده الى رجل ستيني من العمر ..فقالت سوسن لنفسها :هل ارسل العريس والده بدلا عنه ??
قال الرجل : انا السيد رامز ..ويشرفني ان تكوني زوجة لي وتحملين اسمي .
فصدمت سوسن مما سمعته ..ونظرت الى اخيها بعتب ولوم وقالت :اهذا عريسك يا اخي ??
فقال اخوها مستدركا الموقف :ان اختي تحب المزاح ..لا تؤاخذها …
ثم سحبها من يدها وقال لها بصوت غاضب خافت :لماذا فعلت هذا ايتها المجنونة ..الا تعلمين ان هذا الرجل من اغنى اغنياء هذه المنطقة ..
فقالت له: وانت من اغبى اغبيائها ..كيف تزوج اختك لرجل يصارع الموت ويكاد يهزمه .
قال لها : يكفي انك ارملة ومطلقة ..فهل ستتزوجين برجل اصغر منك مثلا… تبا لك من مغرورة ..واعلمي انه سيساعدني في عملي وتتحسن احوالي ..على الاقل يمكنني ارسال امي لتحج هذا العام الى بيت الله الحرام ..
قالت له بسخرية :انا موافقة ..ساتزوجه فقط لاتخلص منك ومن زوجتك ..ربما يموت ..وارثه واسكن بعيدا عنكم ..لقد ماتت احاسيسي وانتم ساعدتموني على دفنها بدل احيائها ..انا حقا خجلة من كوني انثى في مجتمع كهذا ..ولكن في قلبي طمأنينة ان الله سيوزع اقداره ليأخذ كل ذي حق حقه ..
قال لها : دعيني من الله ومن احاسيسك ..نحن لا نمثل فيلما… هيا ادخلي ..واحسني معاملتك ..
فدخلت الى الغرفة بعد ان حوقلت ..وتظاهرت بالفرح واعجابها برامز ..فقال: ان وافقت العروس فانا اريد ان نكتب كتابنا غدا ..وبدون زفاف ان امكن ..لان ظروفي لا تسمح بذلك ..فلنقتصر على اقرب الاقربين فقط ..
قالت سوسن : وهذه رغبتي ايضا .
فنظر اليها بطريقة غريبة ..فقالت :اقصد رغبتي في كيفية الحفلة. ..فانا لا طاقة لدي لاستقبل الضيوف..
وفي اليوم التالي انتقلت العروس الى منزل زوجها والذي كان قصرا .. هي لا تعرف ما يخبؤه لها القدر هذه المرة ..ولاحظت ان رامز لم يشأ ان يعرفها على اقاربه ..فاستغربت الامر وسالته عن الموضوع فقال :انا لا اريد ان يعرف احد اني تزوجت امرأة صغيرة ..صحيح ان زوجتي توفيت ..ولكني اولادي اكبر منك ربما ..ولا اريد ان اكون لبانا يمضغه الناس بنظراتهم وتلميحاتهم ..
قالت له :ولكن من يهتم لكلام الناس لا يسلم ..لماذا تزوجتني ووضعت نفسك في هذا الموقف ..
قال لها :لانك جميلة بالفعل ولا اريد لاحد ان يراك ..فما يخصني لا ارغب ان يشاركني به احد ..
قالت له: ولكن من حقي ان اتعرف الى عائلتك ..على الاقل اولادك .
فضحك وقال :لا تقلقي ستتعرفين اليهم قريبا ..والآن يا لعبتي الصغيرة ما رايك ان نلعب لعبة الطاولة ..
فقالت له بسخرية :نعم واحضر لي نرجيلة ..وفنجانا من القهوة ..ولنشغل المذياع فنستمع الى اغاني فيرور ..ما رايك ..ولا تنسَ الغليون ان لم تعجبك النرجيلة ..
قالت لها غاضبا :اتسخرين مني ما تزوجتك الا لاملأ وقت فراغي ايتها اللعينة ساريك ما انا فاعل بك الآن ..
ثم فتح الخزانة ..واخرج كرباجا ..وبدأ يضربها به دون رحمة ..وكانها شيئ لا يشعر ..يا لغرابة هذا الرجل ..كم هو مستبد وظالم ..لا بد وانه يعاني من ازمة نفسية ..واجبرها ان. تتعلم لعبة الطاولة رغما عنها ..وكان يزعجها ضحكته السخيفة عندما يتغلب عليها ..
وذات يوم جاءهم ضيوف ..فطلب منها الا تخرج من غرفتها ..لانه لا يريد لاحد ان يراها ..وبعد قليل سمعت صوت الباب يغلق ..فظنت ان. الضيوف قد رحلوا ..
وفي تلك الاثناء اتصلت بها والدتها لتطمئن عليها ولتدعوها الى العشاء.. وقد كانت تشتاقها ..فخرجت من غرفتها الى الصالة بسرعة وهي تقول بلهفة :رامز ..رامز…
ولكن المفاجاة انه لم يكن بالصالة بل كان رجلا آخر ..فشعرت بالاحراج الذي تحول الى الخوف.. لان رامز رجع الى الصالة في تلك الاثناء… يا للصدف المميتة احيانا ..
يتبع..