رواية.. فتى النافذه (الجزء السابع)
كان إدوارد يقف خفياً خلف إحدى الستائر وتكاد عينيه أن تنفجر من شدة الغضب كان الأمر أشبه بالكابوس بدأ يدور حول مايلا تلك البريئه سقطت جثه هامده دون سبب سوى فضولها الذي قادها نحو حتفها ، عاد الشرطيان ومعهم مجموعه من المحققين حملوا جسدها ووضعوه في كيس اسود كان ادوارد يمشي معهم حتى شعر بشيء يشده إلى الخلف حاول المقاومه ولكنه لم يستطع السيطرة على نفسه ،
وجد نفسه أمام جسده المتهالك مقيداً بذلك الكرسي بدأ يتفحص جسده وكأنها المره الأولى عاود محاولاً الخروج لكنه لم يستطع بدأ يضرب جدران الغرفه ويصرخ لكن لم يكُن يسمعه أحد علم حينها أن العرابه أعادته حبيساً ولكن هذه المره لاخلاص من ذلك ، تكوم حول نفسه في إحدى زوايا الغرفه وانهار باكياً.
في الجانب الآخر كانت سيلين تقف بين الحشود المجتمعه التي تنظر الى منظر إخراج الأكياس السوداء كان الحميع يثرثر ويكثر الاشاعات لا أحد يعلم الحقيقه سوى سيلين لكنها كانت منكسره لأنها لم تعلم بأن والدتها ستذهب هكذا دون وداع ،
مايلا لم تخبر الشرطه حقيقه سيلين لذلك كانت مجهوله لهم ليست سوى سكرتيره لا تعرف شيئاً
اوقفت سيلين أحد المحققين واخبرته بهويتها أنها سكرتيره وتعمل عند صاحب المنزل فطلب منها الحضور للتحقيق .
وبعد يومان كان سام يقف امام سيلين
سام: حسناً أخبريني كيف تعرفين هاتين المرأتين
سيلين : إنهم يسكنون هنا
سام مبتسماً : أعلم ولكن اقصد هل هناك علاقه شخصيه بينكم
سيلين : لا لم أحب التعرف على من يسكنون هنا لطالما اتسموا بالجنون
سام: لماذا وجدنا اتصالات متبادله بينك وبين القاتله و المقتوله ؟
سيلين : اننا نهتم بهذه العجوز منذ سنين لقد اخبرتني بمرضها وبالعاده اتواجد معها في هذه الاوقات اعتبره عملاً اضافيا ولكن لعدم قدرتي طلبت من مايلا الحضور التي رحبت بالفكره كانت هذه مكالمتي الوحيده لها
سام : هل شككت يوماً بالعجوز
سيلين بعينين امتلئت بالدموع: لا لقد كانت لطيفه جداً لم اتخيل ان تفعل هذا
سام: لديكم تاريخ حافل بالجرائم والاختفائات فهل لديك شك بأن احدهم يتعمد فعل ذلك ام ان العجوز هي السبب ؟
صرخت في وجهه قائله: مالذي تقوله كيف تفترض هذه الاتهامات دون ادله !
سام : عليك ان تهدأي انتِ الان قيد التحقيق ولا أريد إيقافك ؟
مسحت دموعها : لقد آلمني ماحدث اعتذر لم اتخيل ان كل هذه الأحداث ستحدث يوماً واكون على مقربه من الآمر
سام : سؤال أخير .. هل كُنت تعرفين إدوارد ؟
ظهر بريق خاطف في عينيها : لقد كُنت على مقربه منه لكنه فر هارباً لا اعلم لماذا
سام : حسناً شكراً يمكنك الذهاب ارجو ان لا تغادري البلاد او تقررين الاختفاء حتى ننتهي من التحقيق
سيلين : انا مجرد موظفه لن أفيدكم بشيء
سام : فضلا حتى لاأضطر لإيقافك
خرجت سيلين حزينه على هذه الخساره الفادحه وقررت ان تنهي الأمر ، انتظرت حتى حل الظلام دخلت العماره السكنيه عن طريق مخارج الطوارئ كان الهدوء يعم المكان نظرت من النافذه وكان الحراس يقفون امام العماره لم يتم الانتهاء من التحقيق وكان المكان مغلق حتى الانتهاء من ذلك، دخلت الى شقة والدتها بدأت تحتضن ثياب والدتها وتنهار بكاءً وبعد ان هدأت جهزت حقيبه وذهبت بها الى مكتبه فتحت الباب ودخلت الى حيث جثه إدوارد كانت الجثه المتهالكه مازالت موجوده فإطمأن قلبها فبدأت تفك الحبال وهي تبكي وتعتذر
لم أكن أعلم ان الأمور ستصل الى هُنا انا اسفه أمي..
ذُهل إدوارد حين رأها وشعر بأنها منفذه الوحيد ولكن كيف سيتحدث مع الفتاه التي مزقته وتركته ليموت هُنا وحيداً
إدوارد : سيلين
لم تعطي رده فعل
إدوارد بصوت أعلى : سيلين!
لكنها إستمرت في تقطيع الأحبال ولم تهتم .
فصرخ بها : سيلين !
التفت نحو إحدى الزوايا قائله : أعلم انك هُنا وانا لست خائفه لقد جعلتني أخسر أمي
إدوارد : أرجوك سأفعل كل ماتريدينه
سيلين ضاحكه: لن تعود ألم تُهددني أنك حين تعود ستقتل أمي لقد ماتت الآن وانت ايضا ميت
إدوارد: سأنتقم لها ولـ
قاطعته سيلين : مايلا ؟ لن يحدث هذا ساحرق هذه العماره وستموت حقاً هُنا
إدوارد: لم اكن افعل ذلك من باب التسليه لقد أحببتك فعلاً
سيلين : لقد كنت شراً وكان لابد من قطعه هل تعلم مالذي سأفعله سأحرق هذا المكان وستموت هنا أنا من أعطيتك فرصه النجاه اولاً ولكنك خذلتني
إدوارد : مالذي تقصدينه ؟
سيلين: انا من ارسل مايلا ولكنك أفسدت الامر وجعلتها تتواطئ مع سام لقتل أمي
إداورد :لم اكن اعلم ارجوك توقفي
فنظرت إليه بعينين داميتن
عاد إلى الخلف خوفاً ابتسمت قائله: لقد فعلت هذا بعد جُهد
لم يفهم إدوارد شيئاً ولكنه رأى في عيناها شيئاً كانت كأنها شُعلة نار متأججه ،كان يمشي خلفها وهي تسكب الوقود في كُل مكان
وبللت جثته تماماً
نظرت إليه مبتسمه : لقد حانت نهايتك إدوارد
ورمت عود الثقاب لتشتعل النيران في جثته كان يصرخ بشده ويطلب منها ان تتوقف،
إدوارد: إنها أنتِ لطالما شعرت بأن هُناك أمر ما
سيلين : لقد تأخرت كثيراً فلترقد انت و روحك بسلام
كان إدوارد يصرخ من شده الألم ولكنه في آخر لحظاته صرخ قائلاً : ستحرقك نيرانك يوماً أيتها العرابه
خرجت وعليها علامات النصر مبتهجه لقد انتقمت لوالدتها شر انتقام
جلست أمام مدخل المنزل تنتظر دخول سام وتاي
فدخل الاثنان من الباب الأمامي وكانت تجلس أمامهم وشعرها يغطي ملامحها ..
سام : أيتها العرابه مالذي حدث كيف جئتِ الى هُنا
سيلين: لقد اتممت ماعجزتم عنه
تاي: لقد عُدنا لننهي الأمر
سيلين : حقاً لماذا قتلتم والدتي إذاً
سام: والدتك!!
سيلين صارخه : انهاء مايلا وليس والدتي
تاي: أرجوك لم نتعمـ
لم تتركه يكمل كلامه حتى باغتته بضربه اسقطته جثه هامده
ثم نظرت إلى سام وكانت ملامحها اشد غضباً
سام بصوت مرتعد: سيلييين !
سيلين : حقاً هل كان صعباً تمميزي ؟ الآن ستصعد الى حيث إدوارد وترقد معه بسلام !
سام : لحظه أرجوك اعتذر
سيلين : إذهب
كان يحاول ان يقاوم ولكن قدماه قادته إلى النيران ،كانت صرخاته صامته لم يسمع أحداً شيء من الخارج ، خرجت من الباب الأمامي فاشتعل المنزل كاملاً بدأ الناس يخرجون كانوا يصدمون بها مسرعين لإنقاذ ماتبقى ، كانت تمشي وتنتحب آلماً لقد مات كُل من أحبت وأحرقت كُل ماتبقى لها من ذكريات و فجأه اختفت ،اختفت وكأنها لم تُكن.