قصص قصيرة

قصة قصية.. أحببت قاتلا (الجزء الرابع)

لتستمر الحياة وتمضي الأيام ..

وتزاد حياة أويس بالظلام والوحدة

يعيش كل يوم بيومه لم يعد يريد شيئاً من هذه الحياة لاوجود للهدف والأمنيات بحياته وأيامه تتشابه أكثر فأكثر ومع انه أخر فصل من الجامعه وسيتمرج بشهادة مثاليه وسيكون بالطبع الأول على دفعته لم يترك أعماله المتعبه فقد أراد أن يتعب ويملئ وقته لدرجه لا يستطيع التفكير بشيء أن يلقى نائماً ولكن مع كل هذه الأعمال لم يكن يستطع النوم يعمل في الصباح حمال وعند الانتهاء يعمل سائق أجرة

حل الصباح ولم يستطع النوم كالعادة

ليرن هاتفه لينظر له بطرف عينه انه رقم كالعادة فهمو لا يحفظ رقم أحد ومع ذالك فكل رقم يحفظ صاحبه ولكنه رقماً جديد

ليرد على الاتصال يضعه على أذنه بصمت

“مرحباً هل أتكلم مع أويس؟؟”

أويس:”من أنت؟؟”

“كيف حالك يا أويس؟؟أنا أحمد زميلك في الجامعه أردت ان أدعوك الى عشاء الدفعه”

أويس:”لا أريد”

أحمد:”الجميع سيحضر… والأول علينا جميعاً لن يأتي…لن يكون العشاء كاملاً بدونك”

أويس بعد لا مبالاة لكلامه يقول

“أنا لا أعرف شكلك حتى …مالذي لن يكون كاملاً ”

ليرد أحمد بهدوء

“لن تتأخر بالعشاء لنحتفل جميعاً أخر مرة…رجاء عليك الحضور فقد أخبرت الجميع بأنك ستأتي”

كان شعور اويس غريباً لم يكن أحد يراه حتى فكيف الأن الجميع يردونه في هذا العشاء كان شيئاً منه يعجبه أن يذهب لأجلهم لاهتمامهم

ليكمل أحمد قائلاً

“حسنا إذن الصمت علامة الرضى…نحن في انتظارك يوم غد في المساء عند مطعم اللذة الذي بقرب الجامعه”

ليغلق أويس الخط كان شعور غريب يرواده لم يعلم مابه ولكنه أعجبه بعض الشيء

لتستيقظ كاميليا وتتجه نحو الحمام فترى والداتها جالسه على الأرض وتتقيئ

كاميليا بخوف:”مابك؟؟ أمي مالذي حصل؟؟”

لتمسك كاميليا يدها وترفع شعر والداتها عن وجهها وبنرة حزن

” أمي مالذي أكلته؟؟…سأذهب لأتصل بالإسعاف أنتظريني قليلاً”

لتمسك يد كاميليا وبصوت متعب

“ليس…. هنالك.. داعي..”

لترد كاميليا بغضب قائلة

“كيف لا يوجد داعي أمي أنظري الى نفسك أنت متعبه بشدة هل أكلت شيئاً فاسداً”

وبصوتاً ضعيف

“أنا بخير” لتقف ببطء متكلئة على كاميليت وتتجه نحو المغسله لتغسل وجهها

“سأستلقي قليلاً…وعندما أستيقظ لن يبقى بي شيء”

لتكمل ” هيا حضري نفسك اليوم الأول لك في الجامعه”

لتنظر لها بإستغراب وتقول بسرها ألم نتكلم بهذا الأمر؟لماذا مازالت مصرة؟؟

منذ فترة فاضلت لك… على بعض الجامعات… بتخصصات جميله علمت انك سوف تغيرين رأيك في المستقبل

لترد كاميليا وهي تحاول أن لا تغضب

” ولكن …من قال …

ليدخل والدها قائلاً

“مابك يا عزيزتي…”

ليقترب منها ويجلس بقربها على السرير ويمسك يدها وعيونه تمتلئ بالدموع ويحاول مسك نفسه أكثر ولكن الدموع تنهمر بلا توقف وبصوته المرتجف الضعيف

“مالذي حصل؟؟…مابك؟؟”

لتمسح دموعه بدها قائلة

“مابك؟؟لا تبالغ يا عزيزي أنا بخير…أظن أنني أكلت شيئاً فاسداً لا أكثر”

كانت كاميليا تنظر لوالدها بفخر واعتزاز لحبه الكبير  لوالدتها وقد نست لثوان كلام والدتها

الوالدة:”هيا يا كاميليا تأخرتي من أول يوم”

لتقول كاميليا

“أبي هل يمكنني التكلم معك”

ليمسح دموعه ويخرج وتذهب خلفه كاميليا

يجلس على الكرسي في المطبخ

كاميليا بحزم

“مالذي تقوله امي؟…أي جامعه؟ أي تخصص؟؟”

ليرد عليها بحزن

“هل يمكنك أن تستمعي لكلامها؟”

لم تعد تستطيع أخفاء غضبها أكثر

“مالذي تقوله…ماذاا؟؟كم علي ان أقول لا أريد لاا أريد…”

ليقاطعها

“أخفضي صوتك لا تدعيها تسمعك”

لتبتسم بغضب

” أتفعلون هذا عمداً…. لا أعلم مالذي سأقوله؟ أي جامعه؟أي تخصص أخترتم؟هل علي أن اعيش كدميتكم ….؟”

الوالد:”أنها جامعه جيدة معروفة وتخصص المحاماة أنه تخصص يحلم به الكثير”

وهي تخرج لتقول

“الكثير وليس أنا”

كانت تحب المشي لمسافات طويلة والجلوس والنظر الى السماء كان يريحها ويهدئها

“أعلي أن أعيش هكذا؟؟”

وصلت أمام الجامعه نظرت لها لثوان

أنها جامعه حكوميه معروفة جميلة كانت مزدحمه بالناس فبدايه فصل جديد

أتجهت نحو موقف الباص والأفكار تزداد من غضبها

تذكرت أيام المدرسه الثانويه

نظرات الطلبة لها أحراجها خجلها من نفسها الكلام عنها بكل مكان

كلما تتذكر أكثر كان الأمر يجرحها ويعذبها أكثر فأكثر لتركض نحو مكان فارغ من الناس

وتجلس تحت شجرة وقد بدأت نوبتها بالبكاء الشديد لم تعد تستطيع التنفس لتخرج كيساً وتضع فمها بداخله وتحاول التنفس ببطء لتبدأ شاهيقاً وزفيراً ومازالت الدموع تنهمر دون توقف

دائماً تأتيك الضربة من حيث لا تحتسب

لينظر والد كاميليا لوالدتها

مستلقية على السرير..نائمة بعمق بعد التعب والإرهاق وقد بدا المرض يظهر عليها شيئاً فشيئا حتى أصبح جسدها نحيف وجهها شاحب اللون ليغمض عيناه يتذكر أول معرفتهم بالمرض

عندما دخلا على غرفة الطبيب

جلس بخوف شديد فقد فعلت الكثير من الفحوصات الطبية وصور الاشعه ليقول

مابها زوجتي؟؟ لماذا هي متعبه جداً؟؟ لقد أخذتم منها عينات دم وطلبتم الكثير من الفحوصات والصور…أنها فحوصات طبيعية تأخذ من كل مريض أليس كذلك ؟

لتنظر والداة كاميليا له قائله بخوف

عزيزي..أهدأ قليلاً..أعطي الطبيب بعض الوقت

كان ينظر الطبيب بملامح حزن ويأس

أنه ورم الأرومي الدبقي

عم الصمت لثوان..ليقول متسائلاً

ما هذا؟

ليجيب الطبيب بهدوء

نوع من السرطان يبدأ على هيئة نمو للخلايا في الدماغ أو الحبل النخاعي

لينظر لها..لم يعد يعرف كيف يتكلم وكأن لسانه قد ربط

لتقول له بصوتاً ضعيف يرتجف

في أي مرحلة..؟

ليكمل الطبيب قائلاً

علي أن أكون صادق وصريح معكم…ينمو هذا الورم سريعًا ويمكنه غزو أنسجة الجسم السليمة وتدميرها…وهذا هو سبب شعورك بالدوار والتقيئ

لتقاطعه قائلة

أكمل صدقك..في أي مرحلة..؟

الطبيب:أنه في المرحلة الرابعة..الخلايا السرطانية أكثر شذوذًا وعنفًا..

ليقول والد كاميليا

حسناً إذناً لنبدأ بالعلاج فوراً….ما اذي ننتظره؟؟

الطبيب: علينا أولاً أخذ خزعه لمعرفة المزيد من التفاصيل..ولكن يبدو أن موقع الورم ليس جيداً

الوالد:حسناً أذن..ماالذي سنفعله؟؟

لينظر الطبيب لها قائلاً

إذا أجريت العملية الجراحية…ستعيشن لسنه على الأكثر..وإذا لم تفعلي فستعيشن لشهر على الأكثر فقد أنتشر بشكل واسع…وحتى لو أجريت العملية فلن تتمكني من العيش بشكل طبيعي لتلك السنه…..وقد تصابين بالشلل النصفي، أضطراب النطق، ضعف الإدراك والفهم

ليقاطعه غضباً

مابك؟؟؟أتفعل هذا عمداً ؟؟؟ أنت الأن تقنعها بعدم أجراء العملية…لماذا كل ما تقوله سيء جداً؟؟ألا يوجد أحتمال؟؟ألا يوجد أمل؟؟

ليراها تخرج بهدوء دون قول شيء

ليذهب وراءها.. ينادي لها

الى أين؟ليس لديك وقت.. لماذا تخرجين من المشفى

ليسرع خطواته ويقف امامها فيرى وجهها الشاحب الحزين

عزيزتي سنتخطى كل هذا..يجب أن تكوني أقوى

لترتسم ابتسامه حزن ويأس على وجهها

أسنتخطى؟؟أأكون…أقوى؟؟أظن أن نهايتي قد أقت

ليقاطعها بغضباً ممزوج بحزن

لا لا تقوليها حتى مابك؟؟نعم…نعم سنتخطى هذه الفترة كما تخطينى وضعنا السيء..يكفي أن..تكوني معي

ليرن الهاتف ويفتح عيناها بصعوبه وكم الجفون أصبحت ثقيله متعبه لكثرة البكاء لتتلاشى ذاكرته بصوت رنين الهاتف..يأخذه مسرعاً كي لا تستيقظ…كي لا تكون في هذا الواقع البائس الحزين

يضع الهاتف على أذنه

كاميليا: هل تحسنت أمي؟؟

ليجيب محاولاً أخفاء صوته المرتجف الضعيف

نعم..أنها أفضل الأن

كاميليا:أعطيني إياها أرد التكلم معها)

الوالد:ولكنها نائمة..تعالي لنتحدث في المنزل)

كاميليا:لن أعود.. حسناً سأتصل فيما بعد إذن)

ليقول بنبرة حادة وبعدم لا مبالاة ليس الوقت المناسب لحزنك ولا لدالالك صدقني يوجد الكثير من الأفكار تأخذ عقلي..عودي للمنزل باكراً..ولا تكوني كالطفله التافهة التي تهتم بنفسها فقط…كل ما فعلناه وكل ما نفعله هو لأجلك…ولكنك مازلت مصرة على أن تكوني فارغة

كانت تستمع مندهشه

ليكمل قائلاً بغضب كنت معك دائماً.. ولكنك تماديتِ كثيراً ستفعلين ما نريده أنتي أبنتنا ولنا الحق الكامل بختيار الشيء الذي نراه مناسباً لك….كفاك سخفا..ومياعه..فكري بنا قليلاً في أتمت حاجتنا للمال أعطيناها لمدرستك واحتياجاتك… عودي للمنزل بسرعه…لقد مللت من تذمرك المستمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى