قصة قصيرة.. اللذة القاتلة (الجزء الحادي عشر)
انا حقا سعيدة بما حققته من خطتي ..ولكن مافي الامر… مافي الامر أن هناك جزءا مني يحس بتأنيب الضمير … مضحك اليس كذلك؟؟ من المفترض ان مشاعر الانتقام تتغلب علي … ولكن ظل سؤال يراودني … هل انا مخطئة؟ هل تماديت هاته المرة؟؟ (قالت ملك للطبيبة النفسية)
الطبيبة النفسية: من الطبيعي ان تحسي بكل ماذكرتِه من مشاعر .. هذا مايدل على أنك انسان في نهاية المطاف … ملك انتي لم تصبحي وحشا كوالدك … انت كبرت واصبحت امرأة ذات احساسٍ كأُمِك
انهالت ملك بالبكاء وقالت: انا حقا لا اعلم … انا عازمة كل العزم لأكمل خطتي ولكن .. ولكن جزءٌ مني حقا يتألم بشدة… أحيانا انا لا اعرفني ….
الطبيبة النفسية: ملك هل تريدين ان أُذَكِرك بكل مامررتي به ؟؟ لم تكن غلطتك أبدا … اعلم أن هذا ليس من اخلاقياتي كطبيبة.. ولكني اعرف كيف كانت حالتُك يوم جئتي اول مرة … لهذا انا ادعم كل خطواتك هذه … انت تستحقين حياة جديدة ترمين فيها بالماضي الى الوراء…
ملك: اريد أن افعلها
الطبيبة النفسية:هل انتي واثقة
ملك : نعم
ماتقصده ملك هنا هو ان هناك عادة دائما ماتفعلها حين تبدء نيران الانتقام بالخمود وهي ان تعيد حكايها من الاول … وكل مافعله كل شخص منهم لها … هكذا تشتعل نيران الانتقام مجددا فيها .. رغم ان الامر كان يؤلمها ولكن ساعدها كثيرا على عدم نسيان هدفها
الطبيبة النفسية: كلي آذان صاغية عزيزتي
ملك: كانت ليلة الخميس .. كانت من عاداتهم ان يحتفلو كل ليلة خميس .. بماذا يحتفلون؟ … حتى هذا لا اعلمُه … كنتُ خادمتهم المطيعة .. لا احد منهم…حرفيا لا احد كان يشفق علي … كانو يرمونني بكامل انواع الطعام … ولم يسمحو لي بتناول اي قضمة .. في حين كنتُ اتضور جوعا كانو يقومون بشواء اغلى انواع اللحوم … وإن طلبت لقمة … كان يسصغرونني بمعنى الكلمة .. جميعهم دون استثناء كانو يتناولون بشراهة امامي وكأنهم يفعلونها عمدا .. ابي .. سلوى .. امل.. امينة .. رامز .. علي … أحمد
جميعهم فعلو هذا …
سكتت ملك قليلا
الطبيعة النفسية: هل تريدين ان تكملي عزيزتي؟
ملك وبدءت دموعها تتوقف : نعم سأُكمل .. يوما ما .. وفي أحدِ تلك الاحتفالات التافهة.. والتي كانت بمثابة تعذيب لي .. قمتُ بِطلب لُقمة من الطعام … فقط لقمة … كل مااردته هو القليل من الطعام… هل كان ذنبي ان اشتهي القليل من الطعام ؟؟؟
هل تعلمين ماذا فعلو؟؟ قامو بشدي من خصلات شعري ورميي داخل الكوخ خارج المنزل …. كان باردا .. قارص البرودة … لم يفتحو الباب طوال يومين … كاملين …. كنت احتضر … الكوخ كان جد مظلم … صرخت .. صرخت حتى بُحَ صوتي .. ما مِن مُجيب.. انا اخشى الظلام بشدة .. لقد ترك ذلك الكوخ المظلم اثرا كبيرا في نفسي ..هل تعرفين ماذا قال ابي وقتها ؟
الطبية النفسية:ماذا قال؟
ملك: كان يصرخ بكامل انواع الشتائم ثم قال …” ان كنت تريدين الخروج من هناك يجب ان تقبِلي ايدي الجميع هنا” …. يا للوقاحة اليس كذلك؟ كيف لاب ان يشارك غرباءً في تعذيب إبنته … وقد فعلتُها… انا كنت في العاشرة من عمري …. لااملك اي حل لأخرج من هناك !!! فعلتُها قبلتُ ايديهم القذرة …..
الطبيبة النفسية: انت حقا امرأة عظيمة ملك.. ليس من السهل المرور بكل هذه الظروف .. حقا ليس من السهل… انت تستحقين كل ماهو جيد … وتذكري .. كل هذا ليس خطأك أبدا … انت ضحية.. والضحايا لهم ايضا حق في سرد جانبهم من القصة … اذا ماتظنين الآن هل انتي مُخطئة ملك ؟؟
ملك وقد قامت بتجفيف دموعها … و النظر بحِدَة: انت لستُ مُخطِئة .. انا ضحية
ملك تقابل اصدقائها
مروة: يالها من طبيبة نفسية مثيرة للإهتمام … انها تشجعك على الانتقام
ملك: لقد بحثت كثيرا لاجدها .. مررت بالكثير من الأطباء وجميعهم طلبو مني ان انسى…. ياللسخافة … لو كان هدفي ان انسى ماعشت لهاته اللحظة أصلا
كمال: هههه ربما لأن هذا عمل الطبيب النفسي… يجب عليه مساعدتك على تخطي الماضي ~
ملك: انا احب طبيبتي الحالية ولا انوي تغيريها
مروة: هههه حسنا حسنا
ملك: يجب علي أن اغادر الآن لدي مكان لا
لأذهب اليه
كمال: أين ؟
ملك مُمازحة ً اياهم:إنه سر .. على كل سأخبركم لاحقا الى اللقاء…
ملك تتصل بحسام
ملك: اخبرني أين مكانُهم الآن
حسام: اووه حضرة المدعية العامة لماذا تريدين معرِفة مكانهم
ملك: يجب أن اتكلم معهم في شيء ما
حسام: هل لي ان اثق بك
ملك: لا تُطِل الأمر كثيرا ارسل الموقع
حسام بنبرة ساخرة: حاضر حاضر …
وصلت ملك إلى المكان المنشود وكان يشبه مستودعا قديما … حين دخلت تفاجئت بشكل الزَناَزِنِ هناك … فهو لا يشبه السجن الذي تعرفه … كان وكأنه قفص تحت مستوى الارض .. بعبارة اخرى يمكنك أن تُطل على المساجين من فوقِهم… المكان كان مخيفا و وصراخات المناجات تتعالى شيئا فشيئا
حسام: أهلا أهلا بك حضرة المدعية العامة أنه لشرف وجودُكِ هنا
ملك: أين هم
حسام: ههههه انت حقا لا تحبين تبادل أطراف الحديث
ملك: أين؟
حسام : آخر ثلاث زنازن
تقدمت ملك ووقع خطاها كان يصدر صوتا قويا
ملك: يبدو ان الامر ممتع هناك
أحمد:مماذااا من ملك؟
ملك: هل اشتقتم لي ؟؟
أمينة: ايتها اللعينة لقد خدعتني !!
ملك: هذه مشكلتكم انتم حقا لا تجيدون التصرف .. كان من الممكن ان أُطلق سراحكم لو رحبتم بي بشكل جيد
علي: اررجوكي ارجوكي أتوسل اليك سأفعل كل شيء
ملك تبتسم وتقول بصوت خافت : يبدو انا هذا مايسمى باللذة القاتلة ..
علي: ملك ارجوكي ارجوكي سنفعل اي شيء…
ملك: قَبِلو يدي !
امل: ممااذ
ملك: ان كنتم تريدون الخروج من هنا قبلو يدي
تذكر الجميع تلك الحادثة…. يبدو ان الزمن يعيد نفسه
أمينة: سأقبل يديك…. سأصبح خادمتك
…سأفعل كل شيء إن اطلقتي سراحي
أحمد : نعم نعم سنفعل كل شيء سنتوسل اليك فقط اخرجينا… المكان كالجحيم هنا
ملك: هههههه انا لن أُلوِث يدي بأفواهكم القذرة حظا طيبا في الصمود هنا…
امل : لا تذهبييي ارجوكيي
أحمد: أين تذهبين اخرجينا
علي : ملكك ملككك
ملك لحسام : هذا اكثر مما توقعته و لكن الامر ممتع اكمل على هذا المنوال
ملك تدخل منزلها وعكسَ العادة جميع الأنوار مغلقة..
ملك: جدتي اين انتي
…..
بدءت ملك بالذعر… وبدءت تصرخ جدتي جدتي ….
حتى رأت شيئا غريبا فوق الطاولة فبدءت تقترب منه ……..
يتبع..